أسماك السلمون والمناخ.. هجرة جماعية تبدو مزعجة
مع حدة التغير المناخي كثرت ظاهرة الصيد العرضي، وربما يبدو الأمر مزعجا عندما تصطاد سرطان البحر بدلًا من سلمون.
في المحيط الهادئ، عند سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، ينزعج الصيادون عندما تقع أسماك السلمون في شباكهم بدلًا من أسماك النازلي.
لكن هذا لا يعني أنّ السلمون مكروه هناك، بل لسبب آخر، وهو الصيد العرضي للسلمون، ما جعل أنظار الباحثين تتجه نحو المحيط، والتفتيش في بيانات وسجلات لفهم ما حصل، ووجدوا أنّ للتغير المناخي يدًا خفية.
صيد عرضي
والصيد العرضي هو صيد للأنواع غير المستهدفة عن طريق الخطـأ، وتُشير دراسة حديثة إلى أنه في السنوات التي تكون فيها المحيطات أكثر دفئًا، تزداد فيها الموجات البحرية الدافئة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات صيد الأسماك العرضي. وقد استند الباحثون إلى بيانات للصيد العرضي وتغيرات الحرارة في المحيطات لمدة 20 عامًا، والتي تم جمعها من برنامج At-Sea Hake Observer التابع لـ«الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» (NOAA). ونُشرت الدراسة في دورية «فيش آند فيشيرز» (Fish and Fisheries) في 11 يوليو/تموز 2023.
هروب من الحرارة
عادةً ما تعيش أسماك السلمون بالقرب من سطح البحر في المناطق الضحلة، بينما تتركز أسماك النازلي على عُمق يتراوح ما بين 200 إلى 300 متر تحت سطح الماء، وهي المناطق التي يستهدفها الصيادون؛ للحصول على النازلي، لكن بعد تحليل البيانات ومراقبة الأسماك، لاحظ الباحثون أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تهرب أسماك السلمون في اتجاه عمودي نحو الأسفل؛ وغالبًا ما تجد منطقة مصايد النازلي أكثر أمانًا بالنسبة إليها.
سلوك
لكن هروب السلمون، ما هو إلا سلوك، نتيجة وقوعه تحت ضغط الاحترار الذي لم يتحمله؛ فتحرك نحو الأسفل من أجل موارد وبيئة أفضل.
هروب جماعي
وجد مؤلفو الدراسة أيضًا أنه بين عامي 2002 - 2021، دخل ما يزيد عن 67 ألفًا من سمك السلمون إلى مصايد النازلي، وكان معدل الصيد العرضي لأسماك السلمون أعلى من 200 سمكة / الساعة، في أثناء رحلات الصيد.
والخسائر فادحة
اتضح أنّ الصيد العرضي للسلمون له خسائر اقتصادية وبيئية كبيرة، ولتجنب هذا النوع من الصيد، يحتاج الصيادون إلى اتخاذ إجراءات مكلفة. من جانب آخر فالعديد من أسماك السلمون مهددة بالانقراض نتيجة تناقص أعدادها.
يرى الباحثون أنهم في حاجة إلى تطوير وسائل تكنولوجية واستراتيجيات أكثر ملائمة للحد من الصيد العرضي، تجنبًا للخسائر المتوقعة.