«BYD» تُعيد تعريف هويتها عالمياً.. مستوى أعلى من الرفاهية

يبدو أن شركة BYD الصينية، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية ذات الأسعار الاقتصادية، تمضي نحو إعادة تعريف هويتها في السوق العالمية.
من مصنع لسيارات "الشعب" تمضي BYD في مسيرة لعلامة تجارية فاخرة تركز على الأداء العالي والتجربة الفريدة.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فإن سيارات BYD حاضرة بقوة في شوارع الصين، خاصة في أساطيل سيارات الأجرة وخدمات النقل التشاركي، وقد اكتسبت شهرة بفضل كفاءتها وأسعارها المعقولة، تحت شعار يحمل معنى طموحاً "Build Your Dreams" أو "ابنِ أحلامك". لكن الشركة الآن تسعى للانطلاق نحو فئة جديدة من العملاء الذين يبحثون عن التميز والرفاهية، ساعية لتقديم تجربة قيادة تتجاوز الأسعار والتقنيات.
مدينة خاصة
تأتي هذه الخطوة الجريئة من خلال افتتاح BYD لمدينة تجارب ضخمة في تشنغتشو، وسط الصين، والتي تضم أكثر من 10 ملايين نسمة. هذه المدينة ليست مجرد مضمار سباق عادي، بل مشروع استثماري بقيمة 5 مليارات يوان (حوالي 700 مليون دولار) لبناء مسارات عامة خاصة بالسيارات الكهربائية، يتمكن من خلالها العملاء من اختبار السيارات مباشرة.
ومقابل 599 يوان (حوالي 82 دولارًا)، يتيح المضمار تجربة قيادة سيارات BYD الشعبية، بالإضافة إلى السيارة الفاخرة Yangwang U9 التي تبلغ قيمتها مليون يوان (137 ألف دولار). وتوفر التجربة أيضًا مسارات متقدمة للتدريب على مناورات احترافية مثل الانحراف بين المخاريط وتفادي العوائق بسرعة، وذلك إلى جانب اختبار قدرة السيارات على القيادة في الرمال والمياه.
واعتبر المعلق الرياضي الصيني "شون تشو" أن BYD تسعى إلى إرساء علاقة عاطفية مع عملائها، قائلاً: "إما أن تصبح فاخرة مثل رولز رويس، أو رياضية مثل فيراري... القوة الحقيقية لأي علامة تجارية تكمن في القيمة العاطفية التي تقدمها."
بناء ثقافة
ولا تقتصر استراتيجية BYD على الأداء فحسب، بل تتجه نحو بناء ثقافة قيادة جديدة تعتمد على الابتكار، والحماس، وتجارب قيادة تفاعلية، وهو توجه بدأت شركات أخرى مثل جيلي وشاومي تتبناه أيضًا عبر استثمارات في مضامير سباق وتجارب قيادة متميزة.
بالرغم من ذلك، تبدو مقاومة من عشاق السيارات التقليدية، الذين يرون أن متعة القيادة الحقيقية تتطلب صوت المحرك ونقل السرعات اليدوي، وهي عناصر غائبة في السيارات الكهربائية. ويقول شون تشو: "السيارات الكهربائية سريعة، لكن متعة القيادة مسألة شخصية تعتمد على تعريف الفرد."
ومع تطور تقنيات القيادة الذاتية، يخشى البعض فقدان الإحساس بالتحكم الكامل في السيارة. إلا أن BYD لا تسعى لإرضاء الجميع، بل لبناء جمهور جديد لعشاق القيادة الكهربائية، مع الحفاظ على قاعدة عملائها التقليدية.
وتخطط الشركة لتوسيع هذه المدن التجريبية لتشمل مدنًا أخرى مثل شاوشينغ بالقرب من شنغهاي، ضمن خطة وطنية لتقديم تجربة قيادة غامرة ومبتكرة.
وبعد سيطرتها على السوق الشامل، تواجه BYD تحديًا جديدًا يتمثل في الصعود إلى فئة الرفاهية والأداء الرياضي، لكن الرهان الأكبر هو أن الناس لا يشترون سيارات فقط، بل يشترون الأحاسيس والحكايات التي تصنعها هذه السيارات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA=
جزيرة ام اند امز