القاهرة للكتاب الـ48 على الأبواب.. ولا معلومات!
10 أيام فقط، ولم يتم الإعلان عن أسماء المثقفين والمبدعين الذين سيحلون ضيوفا على المعرض للمشاركة في أنشطته وفعالياته وأمسياته.
10 أيام فقط على انطلاق الدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يقام خلال الفترة من 26 يناير/كانون الثاني حتى 10 فبراير/شباط 2017، واختارت الهيئة المصرية العامة للكتاب (الجهة المنظمة للمعرض) الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور (1931-1981) والرئيس الأسبق لهيئة الكتاب المصرية ليكون "شخصية المعرض"، ودولة المغرب ضيف شرف المعرض، كما أعلنت اللجنة العليا للمعرض أن الدورة الـ48 ستحمل شعار "الشباب وثقافة المستقبل".
ورغم هذه الأيام القليلة المتبقية على الافتتاح، تبدو المعلومات المتاحة عن فعاليات أحد أعرق المعارض العربية وأكبرها "شحيحة" للغاية، فحتى الآن لم يتم الإعلان عن الفعاليات الثقافية والأنشطة والندوات المصاحبة للمعرض والمقامة على هامشه، وسط غياب كامل لأي معلومة موثقة حول عدد الدول المشاركة ودور النشر وضيوف المعرض من العرب والأجانب.
10 أيام فقط، ولم يتم الإعلان عن أسماء أبرز المثقفين والضيوف من الكتاب والمبدعين الذين سيحلون ضيوفا على المعرض للمشاركة في أنشطته وفعالياته وأمسياته الثقافية والفنية، صحيح أن إدارة معرض القاهرة للكتاب ولجنته العليا المنظمة قد أعلنت أن مؤتمرا صحفيا سيتم تنظيمه الأربعاء للإعلان عن تفاصيل هذه الدورة، لكن ثمة تأخير واضح في هذا الإعلان وتأخير ظاهر في الأعمال التحضيرية والتمهيدية للمعرض.
فخلال 3 أشهر كاملة سابقة على انطلاق المعرض لم يصدر إلا بيان واحد رسمي، جاء فيه "أن وزير الثقافة الكاتب الصحفي المصري حلمي النمنم أعلن في نهاية الدورة السابقة للمعرض أن المغرب سيكون ضيف شرف الدورة التالية. كما اتفقت اللجنة في اجتماعها برئاسة هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب على تخصيص مجموعة من الندوات بالمعرض عن العالم المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل، والذي توفي في شهر أغسطس/آب من العام الماضي".
وجاء في البيان أيضا "أن الدورة الـ48 ستحمل شعار "الشباب وثقافة المستقبل"، وتم اختيار الشاعر الراحل الكبير صلاح عبدالصبور ليكون شخصية المعرض".
وتابع البيان "إن اختيار صلاح عبدالصبور ليكون شخصية المعرض جاء انطلاقاً من الدور الذي بدأه شاباً، والتحول الذي أسهم فيه في تاريخ تطور الشعر والثقافة العربية.. ويعد عبدالصبور (1931-1981) أحد رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعد واحداً من الشعراء القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي".
واختتم البيان المقتضب محتواه "كما اتفقت اللجنة في اجتماعها برئاسة هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب على تخصيص مجموعة من الندوات بالمعرض عن العالم المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل، والذي توفي في شهر أغسطس/آب الماضي". فيما عدا ذلك لا بيانات أو معلومات أخرى حتى اللحظة!
ربما كان هذا التأخر الشديد في الإعلان عن تفاصيل المشاركات والتراجع في الدعاية والإعلان لأحد أهم المناسبات الثقافية، ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، وراء ما تردد من شائعات قبل قرابة الشهر حول إلغاء المعرض، وهو ما نفته صراحة إدارة المعرض واللجنة العليا المنظمة.
الكثيرون أرجعوا هذه الارتباكات إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا، (البعض يؤكد أنها دفعت بقوة في اتجاه تغذية الشائعات، خصوصاً مع الارتفاعات الجنونية للدولار مقابل الجنيه، والتبعات التي ترتبت على هذا الارتفاع).
ارتفاع سعر الدولار وتأثيراته بعيدة المدى على صناعة النشر وطباعة الكتب، ضرب سياجاً من الإحباط الشديد في أوساط عدد كبير من الناشرين، الكل يشكو، الكل يتخوف، الكل يترقب ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
عدد كبير من المشتغلين بصناعة نشر الكتاب وتداوله في مصر، أكدوا أن أسعار الكتب العربية وصلت لمعدلات فلكية وغير مسبوقة، تقريباً توقفت حركة شراء الكتب الآتية من الخارج، بعد قفزات الدولار من 8 جنيهات إلى 19 جنيها في أشهر عديدة.
ووصل سعر بعض الكتب الواردة من الخارج إلى 300 و400 جنيه! ومحليا تراوح متوسط سعر الكتاب في مصر من 50 جنيها إلى 200 جنيه!
لكن الثابت حتى كتابة هذا التقرير، دوران عجلة نشاط المطابع بين دور النشر العربية (خاصة المصرية) بسرعة محمومة للإعلان عن إصداراتها الجديدة تمهيدا لطرحها في المعرض.
ورغم الظروف السابقة المحيطة بدورة هذا العام فيما شهدته مصر على الصعيد الاقتصادي خاصة، فإن تفاؤلاً مشوباً بالحذر يسود أوساط الناشرين والقراء معا.. وما زال جمهور الكتاب ومحبي القراءة يترقبون الحدث الأبرز الذي ينتظرونه من العام إلى العام.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز