فرقاء ليبيا على طاولة القاهرة.. آمال عريضة ومخاوف من ضياع "الفرصة الأخيرة"
على وقع اشتباكات لم تبرد نيرانها بعد,, ليبيا على موعد مع جولة أخيرة من مشاورات القاهرة والتي ستنطلق اليوم الأحد من العاصمة المصرية.
تلك المشاورات التي أطلق عليها "الفرصة الأخيرة"، تأتي لإنقاذ المسار الدستوري، ومحاولة من الأمم المتحدة لإعادة دفة ليبيا نحو الانتخابات التي تعثرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمحطة القوة القاهرة.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة المسار الدستوري الليبي المشكلة من مجلسي النواب والأعلى للدولة، اليوم الأحد وحتى 19 يونيو/حزيران الجاري، لإتمام باقي بنود القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها الانتخابات في البلد الأفريقي.
من جانبه، قال عضو المجلس الأعلى للدولة المشارك في اجتماعات القاهرة عبدالقادر حويلي، في تصريحات صحفية، إن أعضاء لجنتي الأعلى للدولة والنواب وصلوا القاهرة، مشيرًا إلى أن أولى الاجتماعات ستعقد اليوم، لاستكمال مناقشة بقية المواد الواردة في مسودة الدستور.
مواد خلافية
تأتي الجولة الثالثة والأخيرة من مشاورات القاهرة، بعد 22 يومًا من جولة حسمت 137 مادة، تناولت الباب الثاني المعني بالحقوق والحريات، والبابين الخاصين بالسلطة التشريعية والقضائية، باستثناء عدد قليل من المواد، التي تطمح المشاورات المرتقبة لحسمها.
وبحسب مصادر ليبية، فإن بعض المواد التي تعثر الاتفاق بشأنها تتعلق بشروط الترشح للانتخابات الرئاسية، بما في ذلك ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية.
إلا أن البعثة الأممية برئاسة ستيفاني ويليامز، قادت مشاورات مكثفة مع معظم أطراف الأزمة الليبية، لبحث سبل التوصل لحلول للمسائل الخلافية قبل التوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة.
مشاورات أممية
والتقت ويليامز الأسبوع الماضي، رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، في زيارة قال عنها مجلس النواب، إنها ناقشت المسار الدستوري الذي سيعقد بالقاهرة، ومساعي الوصول إلى توافق على تعديل النقاط الخلافية بمسودة الدستور.
وفي رسالة طمأنة، أكد رئيس البرلمان الليبي، دعمه للمسار الدستوري والتوافق بين مجلسي النواب والدولة، للوصول إلى انتخابات في أقرب الآجال.
وفي لقاء ثان مع أحد أطراف الأزمة، كانت المبعوثة الأممية ويليامز على موعد مع زيارة إلى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، لبحث وضع الإطار الدستوري اللازم لنقل البلاد إلى انتخابات وطنية شاملة في أسرع وقت ممكن.
آمال عريضة
وأمام هذين اللقاءين، تتطلع أنظار الليبيين إلى العاصمة المصرية، وسط آمال كبيرة، بأن تتحطم عقدة المسار الدستوري على صخرة القاهرة، وأن يتمكن الفرقاء من العبور بالبلد الأفريقي إلى شاطئ الانتخابات، التي سجل لإجرائها 2.8 مليون ليبي.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي فيصل الترهوني، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن تلك الجولة قد تكون مفتاحا لحل الأزمة الليبية، مؤكدا أنه إذا نجحت مشاورات القاهرة في تخطي النقاط الخلافية والاتفاق حولها، سيكون ذلك بمثابة تهدئة حقيقية للأوضاع التي من المتوقع أن تشتعل أو على الأقل ترتفع حدتها مع اقتراب نهاية شهر يونيو/حزيران الجاري.
وأشار إلى أنه إذا تمكن الفرقاء من إنجاز القاعدة الدستورية، سيكون باب أمل نحو إجراء انتخابات في البلاد، وسيحد من التصعيد من قبل كل الأطراف.
تأتي تلك الجولة من المشاورات، بعد ساعات من اشتباكات "عنيفة" في العاصمة الليبية طرابلس، بين المليشيات المسلحة، أدانتها الأمم المتحدة ودول غربية، مما كشف عن مخاوف من مستقبل "قاتم" ينتظر البلد الأفريقي، حال فشل مشاورات القاهرة.