"حريق القاهرة".. 68 عاما والحادث لا يزال لغزا
حريق القاهرة وقع قبل 68 عاما وراح ضحيته ٢٦ قتيلا و552 مصابا بحروق وكسور والتهمت النيران 700 محل تجاري ومعالم شهيرة في العاصمة المصرية
68 عاما مرت على الحريق الأضخم الذي التهم جانبا مهما من معالم العاصمة المصرية القاهرة في خمسينيات القرن الماضي، مخلفا مئات الضحايا وآلاف المشردين، ورغم الضبابية التي غلفت الحادث المأساوي فإن أغلب المصادر الرسمية وقتها أجمعت على أنه مدبر.
- "محدش نزل" هاشتاق يسخر من فشل دعوة المقاول المصري الهارب للتظاهر
- الخرباوي لـ"العين الإخبارية" السلاح والآثار من مصادر تمويل الإخوان
الحادث الغامض وقع يوم 26 يناير/كانون الثاني 1952، عندما استيقظ المواطنون على أصوات مظاهرات تجوب شوارع القاهرة؛ احتجاجا على عمليات القتل الوحشي التي نفذتها قوات الاحتلال الإنجليزي بمدينة الإسماعيلية، شمال شرق مصر، وراح ضحيتها العشرات من رجال الشرطة المصرية، في معركة غير متكافئة مع المعتدي البريطاني.
وبالتزامن مع المظاهرات الحاشدة التي ملأت شوارع العاصمة العريقة، فوجئ المصريون بارتفاع أدخنة حرائق نشبت في وقت متزامن بأماكن مختلفة من القاهرة؛ لتلتهم نحو 700 من المحال التجارية، وسينما وكازينو وفندقا ومكتبا وناديا من أشهر المعالم، وخلفت ٢٦ قتيلا و552 مصابا بحروق وكسور.
الحادث الغامض دفع النحاس باشا، رئيس الوزراء المصري وقتها، إلى تقديم استقالته، لكن فاروق الأول، ملك مصر، رفضها وأعلنه حاكما عسكريا عاما، كما أعلن الأحكام العرفية بجميع أنحاء البلاد، وأوقف الدراسة إلى أجل غير مسمى، وأصدر قرارا بحظر التجول في محافظتي القاهرة والجيزة من بعد السادسة مساء، ومنع التجمهر واعتبر كل تجمع مؤلف من 5 أشخاص أو أكثر مهددا للسلم والنظام العام ومعرضا صاحبه للسجن.
وأجمعت المصادر الرسمية وشهود العيان وقتها على أن الحادث كان مدبرا، وأن المجموعات التي نفذته كانت على مستوى عالٍ من التدريب والمهارة، إذ اتضح أنهم كانوا على معرفة جيدة بأسرع الوسائل لإشعال الحرائق، وعلى درجة عالية من الدقة والسرعة في تنفيذ العمليات التي كلفوا بها.
وذكرت الصحف المصرية آنذاك أن منفذي الحادث كانوا يحملون معهم أدوات لفتح الأبواب المغلقة، ومواقد إستيلين لصهر الحواجز الصلبة على النوافذ والأبواب، واستخدموا نحو 30 سيارة لتنفيذ عملياتهم في وقت قياسي.
المفكر الإسلامي المصري ثروت الخرباوي فجّر مفاجأة العام الماضي بتأكيده أن جماعة الإخوان الإرهابية هي التي نفذت حريق القاهرة، قائلا: "الإخوان حولوا حريق القاهرة إلى قضية جهادية ضد اليهود".
وأضاف الخرباوي، خلال لقائه على قناة "صدى البلد" الفضائية، أن "مراجعة أوراق قضية السيارة الجيب ستكشف من قتل حسن البنا، وهي متاحة لأي باحث وبها الخطة الكاملة لحرق القاهرة".
وكشف الخرباوي أن جماعة الإخوان الإرهابية تلقت أوامر بتنفيذ حريق القاهرة، قائلا: "لا سيما أن اليوم السابق للحادث شهد اقتحام مجموعة مؤلفة من 30 ألف جندي بريطاني مبنى محافظة الإسماعيلية، ووقف الضباط المصريون بكل قوة وشجاعة مدافعين عن مواقعهم بالأسلحة الخفيفة، ووقتها نفذ الجيش البريطاني جريمة ضد الإنسانية بقتل 50 ضابطا مصريا في يوم عيد الشرطة الموافق 25 يناير/كانون الثاني".