أبوالغيط يناقش شهادته "على الحرب والسلام" في معرض القاهرة للكتاب
أبوالغيط يقول في كتابيه اللذين طُرِحا ضمن معروضات الدار لهذا العام إن قراءة الكتاب أمر ضروري لكل مصري لكي يطلع على خلفيات كثيرة
أقيمت فعالية توقيع ومناقشة كتابي أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعنوانهما "شهادتي" و"شهادة على الحرب والسلام" الصادران عن دار "نهضة مصر"، الخميس، ضمن فعاليات قاعة ضيوف المعرض، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ50.
وقال وزير خارجية مصر السابق في كتابيه اللذين طُرِحا ضمن معروضات الدار لهذا العام إن قراءة الكتاب أمر ضروري لكل مصري لكي يطلع على خلفيات كثيرة من أحداث الوطن، وكذلك على الكثير من الوثائق، مثل المحضر الحقيقي لاجتماع الرئيس السابق محمد أنور السادات مع مجموعة عمل الأمن القومي في مصر خلال سبتمبر/أيلول 1973، حين وجّه بضرورة توجيه ضربة قاسية ومفاجئة لإسرائيل.
وأشار إلى أن مصر لم تتخل يوماً عن قضايا أمتها العربية، وأن السادات كان رجلاً ذكياً للغاية، قل أن يجود الزمان بمثله، ويستشهد على ذلك بذكائه في اختيار رجاله أثناء المفاوضات، فكان من فريق التفاوض عمرو موسى وأحمد ماهر السيد وأحمد أبوالغيط ونبيل العربي، وكل منهم صار وزيراً للخارجية في فترة من الفترات فيما بعد.
افتتحت الندوة نشوى الحوفي مسؤولة النشر في دار "نهضة مصر"، إذ أشارت في بداية حديثها إلى روح المرونة والتعاون التي تحلى بها الأمين العام لجامعة الدول العربية أثناء التحضير لنشر الكتابين، إذ استجاب لاقتراحين من الدار، كان الأول منهما تعديل العنوان حيث كان العنوان الأصلي للكتاب "الخارجية المصرية من 2004-2011"، لكن إدارة النشر بالدار ارتأت أن يكون العنوان هو "شهادتي"، أما الاقتراح الثاني الذي استجاب له أيضاً فكان تأجيل صدور كتاب "شاهد على الحرب والسلام" ليصدر احتفالاً بذكرى أكتوبر/تشرين الأول.
وأضافت: صدر بالفعل الكتاب الأول كمغامرة كبيرة، أثناء فترة حكم تنظيم "الإخوان" الإرهابي، وكان الغرض من تدوين هذه الشهادة أن نمارس بأنفسنا كتابة تاريخنا وحفظ الوعي للناس.
وأشارت إلى أن صاحب الكتابين الصادرين حديثاً دوّن شهادته من باب تسجيل الموقف، لأنه كان واحداً من المتشائمين المتخوفين من استمرار حكم "الإخوان" لمدة 50 سنة على الأقل.
وقال أحمد أبوالغيط إنه ترك منصبه في 5 مارس/آذار 2011، أي بعد أحداث يناير/كانون الثاني، مضيفاً أنَّ الإنسان حين يكون في موقع المسؤولية أحياناً لا يستطيع أن يعبر تماماً عما بداخله لكن ما حفزني على استكمال الكتابة تشجيع صديقي السفير محمد عاصم إبراهيم، والذي تمتد علاقتي به لأكثر من 65 عاماً، وكذلك زوجتي التي شجعتني على إلقاء هذا الحجر في الماء الراكد، رغم أنه لم يلتفت أحد ممن كانوا يظنون امتلاك الحقيقة الكاملة.
ويقر أبوالغيط أن الحظ حالفه في كتابه الذي دوّن فيه شهادته على أحوال وأزمنة مختلفة في مصر، وفي حياته الدبلوماسية التي قضى منها 39 عاماً في الدبلوماسية المصرية و7 أعوام في الخارجية، وأكثر من مرة، فمرة يختاره محمد إبراهيم كامل لتجهيزات كامب ديفيد، وقبلها يختاره أحمد ماهر السيد كمستشار للأمن القومي، ويردف: "كنت أجتهد طوال الوقت في تخزين هذه الذكريات في عقلي وقلبي".
وأوضح: مَن يعمل في السياسة والخارجية المصرية يعي ويفكر ويحكم بالنفسية المصرية، انطلاقاً من فهم التاريخ والجغرافيا، ومصلحة التاريخ المصري دائماً ما تفرض مسؤوليات على هذا البلد، ليس لخدمة الوطن فقط، وإنما لخدمة الأمة العربية.
واختتم بأن السادات كان رجلاً يستطيع استغلال الممكن، فوافق الأمريكان على تسمية كامب ديفيد إعلاناً لا معاهدة، حتى يستطيع وضع الخطوة الأولى على طريق السلام، لدرجة أنه فكر في إقامة عملية دبلوماسية أثناء الحرب نفسها، فهو كما يصفه في كتابه، رجل قلما يجود الزمان بمثله، فهو مثل تشرشل، وديجول، اللذين تسلما مسؤولية بلديهما في حالة هزيمة، واستطاعا أن يعبرا المحنة.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز