الاستقرار والتنمية.. أبرز رسائل زيارة رئيس المخابرات المصرية لطرابلس
حملت زيارة رئيس المخابرات المصري الوزير عباس كامل إلى العاصمة الليبية طرابلس ثم بنغازي، رسائل مهمة ودلالات أمنية واقتصادية وسياسية.
ووصل الوزير عباس كامل مساء الخميس إلى بنغازي قادما من العاصمة طرابلس التي زارها صباحا، حيث التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
ويرى خبراء ليبيون أن زيارة كامل إلى طرابلس ولقائه بكل من رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي، وعبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة ووزير الدفاع.
وأردف الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة لها مدلولاتها وتبعاتها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية.
وأشادوا بالدور المصري الإيجابي الحريص والداعم لاستقرار ليبيا وتعزيز المصالحة وإعادة البناء والإعمار والتنمية.
مكافحة الإرهاب
ويقول عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب، إن زيارة رئيس المخابرات المصري إلى ليبيا بداية من طرابلس ،تأتي لإيضاح مجموع من الرسائل والنصائح لحكومة الوحدة الوطنية الليبية.
وأوضح في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن على المسؤولين بالحكومة الليبية الاستماع جيدا لهذه النصائح، والتي من المتوقع أن من ضمنها ضرورة حل المليشيات ومكافحة الإرهاب والمطالبة في مؤتمر برلين رسميا بخروج المرتزقة الأجانب.
وأضاف أن هذه الزيارة لم تخلو من التنسيق الأمني بين البلدين، من خلال الجيش الليبي ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على السيادة الوطنية والعمل على تأمين الحدود الجنوبية ضد حراك المجموعات الإرهابية، وهو ما اتضح من خلال زيارة الرجمة.
ونوه إلى أن هذه الزيارة تحمل بشكل كبير رسائل مهمة من أجل الاستقرار وأمن ومصلحة ليبيا ومصر معا.
دعم 5+5
ومن جانبه أكد المحلل العسكري والأمني الليبي محمد الترهوني، أن مصر تعمل على زيادة الدعم والتنسيق خاصة المعلوماتي مع الأطراف الليبية في مكافحة الإرهاب واستمرار دورها الداعم الذي ساهم في تحرير مساحات كبيرة من التنظيمات التكفيرية.
ويرى الترهوني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة لن تخلو من التنسيق لدعم لجنة 5+5 العسكرية واتفاق وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة وحل المليشيات وتوحيد المؤسسة العسكرية.
ونوه إلى أن مصر هي من حددت الخط الأحمر سرت - الجفرة، ومبادرة القاهرة هي التي أفضت إلى العملية السياسية التي وصلت بالبلاد إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة موحدة للبلاد فيما بعد.
وأشار إلى أن القاهرة تريد أن تنسق مع السلطات الليبية لمزيد من الضغط الدولي لإخراج المرتزقة مع الحوارات الجارية مؤخرا بين أنقرة والقاهرة.
استباق برلين 2
ويقول الدكتور حامد فارس، المتخصص فى الشئون العربية، إن هذه الزيارة رسالة واضحة من القيادة السياسية المصرية على الدعم المطلق للدولة الليبية والوقوف خلف الشعب الليبي وحكومته، لتجاوز هذه المرحله الدقيقه وتحقيق تطلعاته في إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
وتابع فارس في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن القاهرة حريصة على التنسيق مع طرابلس خاصة مع قرب انعقاد مؤتمر برلين ٢ أواخر هذا الشهر وبالتالي الدولة الليبية تحتاج إلى الدعم الدولي لإنهاء التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية وخروج كل المرتزقة الأجانب من ليبيا.
وأردف أن الدولة المصرية كان لها دور كبير ومحوري في تحقيق استقرار نوعي في الشقيقة ليبيا وأن القاهرة حريصة على تعزيز وتوطيد أوجه التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
ونوه إلى أن لقاء الوزير عباس كامل رئيس المخابرات المصرية مع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية تضمن التنسيق على كيفية تعزيز العلاقات المشتركة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وشدد على أن مصر طبقا لدورها المحوري تسعى إلى تعزيز المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية وإنهاء حالة الانقسام الداخلي خاصة وأن القاهرة بقياده الرئيس السيسي تشدد على الدعم الكامل للسلطة الجديدة في ليبيا وصولا إلى إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر القادم.
المرتزقة وتعنت تركيا
ويقول الدكتور يوسف الفارسي أستاذ الأمن القومي بالجامعات الليبية، إن زيارة الوزير عباس كامل رئيس المخابرات المصرية لطرابلس تحمل رسالة إلى حكومة الوحدة الوطنية والمجتمع الدولي.
وأوضح الفارسي وهو منسق قسم العلوم السياسية بجامعة عمر المختار الليبية في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن مفاد هذه الرسالة اتضح خلال لقاء رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للجيش الليبي محمد المنفي وهي ضرورة إلتزام الأتراك بخروج المرتزقة من البلاد كأحد أهم محددات الأمن القومي.
ونوه إلى أن تركيا ليس لديها أي التزام بما يتم الاتفاق عليه ويرغب فيه الليبيون وهذا متوقع لأنه الذي يشغل الأتراك بالكامل هو استبعاد الدول المجاورة لليبيا وعلى رأسها مصر.
وأردف أن مصر تعتبر التدخل التركي هو انتهاك لأمنها ولأمن ليبيا القومي وبالتالي تسعى تركيا جاهدة لضرب أي محاولات لتسوية الخلافات ونبذ الصراعات وإيقاف فتيل الحرب.
وأشار إلى أن الوضع ما يزال في ليبيا محتقنا والعمل على كل الملفات العالقة هو السبيل للخروج من الازمة وغير ذلك ستدخل البلاد في مشكلة حقيقية أمام هذا المستعمر الذي لايريد الخروج.
وأشار إلى أن تركيا تربط مشروعها بتنظيم الأخوان الذي يرى أيضا أن خروج أنقرة يعني انتهاء حلم الجماعة بالكامل في إنشاء أي دولة لهم في الشرق الأوسط.
دعم الاستقرار وإعادة الإعمار
وعلى الجانب الاقتصادي يرى أنور ياسين رجب، وهو أحد أبرز المرشحين لمنصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، أن زيارة رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل خطوة متقدمة سيكون لها آثار إيجابية بالغة في دعم استقرار ليبيا.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الشقيقة الكبرى مصر عنصر فاعل في الملف الليبي وركيزة يعتمد على دورها في بناء الاستقرار السياسي الذي بناء عليه تتحقق عملية المصالحة الوطنية أساس انطلاق عملية البناء والإعمار وإعادة هيكلة الاقتصاد وتحقق الاستقرار على جميع الأصعدة.
ونوه ياسين إلى أن التقارب بين القاهرة وطرابلس مع الخبرة المصرية المتراكمة عبر العصور في مجالات النهضة العمرانية والبنية التحتية ومشاريع التنمية الصناعية والزراعية تعتبر مرجع كفؤ لا يمكن الاستغناء عنه.
وأشار إلى أن هذا العنصر بالذات مهم في هذه المرحلة بالنسبة للدولة الليبية إذا تم ترجمته في صورة اتفاقيات تعاون بين البلدين وفي شكل عقود شراكة واستثمار، وتشغيل، لاسيما في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية الواسعة التي تقبل عليها البلاد.
وشدد على أهمية تفعيل اللجنة الفنية المشتركة بين ليبيا وجمهورية مصر العربية وتعزيز التعاون في كافة المجالات، واستثمار الدور الإيجابي لجمهورية مصر العربية في تعزيز المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية، بما يضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة نظرا للعلاقة التاريخية بين الشعبين الليبي والمصري.
وأردف أن هناك العديد من العوامل المهمة والدافعة نحو تشجيع عودة الشركات المصرية لليبيا للمساهمة في إعادة الإعمار والتعاون في مجال الطاقة، والمواصلات والإسكان والصحة وما يرتبط بها من خدمات أخرى.
مؤكدا أن الشعب الليبي يرحب بالدور المصري قيادة وشعبا للمساهمة في رفع مستويات التنمية ودفع عجلة الإنتاج بالشكل الذي يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز