"كاليجولا" لفاضل الجزيري في افتتاح أيام قرطاج المسرحية
المسرحية يقوم ببطولتها توماضر الزرلي، وزينب الهنشيري، ومريم بن يوسف، وأديب حامدي، وعبدالحميد نوارة، وسليم الذيب، وطلال أيوب.
انطلقت، السبت، فعاليات الدورة الـ21 لأيام قرطاج المسرحية، وكان عشاق المسرح على موعد مع مسرحية "كاليجولا" لفاضل الجزيري، في قاعة الفن الرابع.
ويقوم ببطولة المسرحية توماضر الزرلي، وزينب الهنشيري، ومريم بن يوسف، وأديب حامدي، وعبدالحميد نوارة، وسليم الذيب، وطلال أيوب، ومحمد كوكة، وهي مقتبسة من مسرحية "كاليجولا" التي كتبها المفكر الفرنسي ألبير كامي (1938)، ومن إنتاج المسرح الوطني التونسي والفيلم الجديد.
واسم المسرحية ليس سوى كنية لثالث الأباطرة الرومانيين "جايوس قيصر" ، الذي حكم في الفترة ما بين 37 و41 ميلادية، وأطلقها عليه جنوده، وتعني "حذاء الجنود الصغير".
والعمل المسرحي المُهدى في عرضه الأول إلى روح المسرحي محسن بن عبدالله، يقتبس من "كاليجولا" ألبير كامو الشخصية الأصلية المهووسة بالطغيان والجبروت، والمتعطّشة للدماء، ولكنّه لا يشبهه لا على مستوى الشخصية ولا المكان والزمان.
وعلى مستوى النص، كان الفاضل الجزيري وفياً لنهج التلميح، حيث تبدو الكلمات واضحة، ولكنها تخفي وراءها معاني أخرى، وتفتح نوافذ على قضايا سياسية واجتماعية وثقافية، من خلال جملة من الرموز، سواء على مستوى الحركات أو الكلمات، وهو ما يجعل "كاليجولا" عملا يدعو إلى التفكير والتأويل، من خلال فك شيفرات هذه الرموز.
وباستثناء صوت الرعد والمطر، وانسياب الماء داخل مكان يشبه الحمام، تجتمع فيه كل الشخصيات، يبدو إطار العمل المسرحي بلا ملامح، ربّما هو خيار من المخرج ليعزز حالة العبثية التي تغرق فيها شخصية " كاليجولا"، عبثية تمدّ يدها لتطال كل المجالات، ودون مبالغة في الأداء، باستثناء بعض المشاهد التي كسرت النسق الخطي في النص المسرحي.
ومن القضية الفلسطينية إلى المساواة في الميراث إلى الحريات الفردية إلى الدعوة إلى الثورة على الظلم والنأي عن الظلمات، تعددت الإشارات والتلميحات في المسرحية التي أغرت جمهوراً كثيراً لمشاهدتها، وتفاعل معها بتصفيق مطوّل في نهاية العرض.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز