الهدوء يعود للحدود الإثيوبية السودانية وسط تفاؤل بتجاوز التوترات
التوترات الأخيرة مثلت انتكاسة بمسار الحوار الذي انطلق في أديس أبابا قبل نحو أسبوعين لبحث القضايا الحدودية مع الخرطوم
عاد الهدوء للحدود الإثيوبية السودانية بعد يومين من المناوشات، وبينما التزمت أديس أبابا الصمت، شكت الخرطوم من اعتداء على أراضيها.
وكان العميد الركن دكتور عامر محمد الحسن الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية قد أعلن الخميس الماضي أن مليشيات إثيوبية مسنودة بالجيش واصلت تعديها على أراضي وموارد بلاده.
ويمثل التوتر الأخير انتكاسة في مسار الحوار السياسي الذي انطلق في أديس أبابا قبل نحو أسبوعين لبحث القضايا الحدودية العالقة بين البلدين.
وكشفت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن اجتماعاً طارئاً عقد للجنة ترسيم الحدود، مساء الجمعة، بعد تشكيلها مؤخراً بين السودان وإثيوبيا تم التأكيد خلاله على ضرورة التسريع في عملية ترسيم الحدود بين البلدين.
المصادر نفسها أشارت إلى اتفاق السودان على استئناف اجتماعات اللجنة الحدودية في أقرب وقت ممكن .
ولفتت إلى أن الاجتماع بحث الأوضاع الأمنية بين البلدين، وضرورة حسم القضايا الخلافية من خلال التواصل المباشر والحوار بين أديس أبابا والخرطوم.
وتعود جذور الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا إلى خمسينات القرن الماضي، حينما شكت الخرطوم من تعديات لمزارعين إثيوبيين على أراضيها.
وكان السودان وإثيوبيا قد شهدا في أبريل/نيسان الماضي حالة من النشاط الدبلوماسي المكثف لتجاوز العقبات المتعلقة بترسيم الحدود في إطار الاتفاق والتفاهم المشترك.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ونظيره الإثيوبي آبي أحمد قد أجريا مناقشات مطلع الشهر الجاري حول قضية ترسيم الحدود بين البلدين، ركزت على ضرورة تشكيل لجنة فنية لإنهاء تلك المهمة في أقرب وقت.
وحينها، أكد آبي أحمد بدوره أن العلاقات بين البلدين من المتانة بمكان بحيث لا تسمح بأي توترات، وأي اتجاه من هذا النوع سيتم حسمه من خلال التواصل المباشر، والحوار الشفاف بين قيادات البلدين السياسية والعسكرية، وذلك لخصوصية العلاقة والمصالح المشتركة بين البلدين.
وفي وقت لاحق من الشهر نفسه بحث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، خلال اتصال هاتفي مع رئيس المجلس السيادي بالسودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أهمية تعزيز السلم والأمن بالمنطقة.
وناقش آبي والبرهان سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطويرها بين إثيوبيا والسودان، فضلا عن القضايا الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها قضايا الحدود.
وأبدت أديس أبابا حسن النية بتوافقها مع الخرطوم منتصف الشهر الجاري على ضرورة تعزيز الأمن في المناطقة الحدودية في ختام اجتماع اللجنة السياسية العليا المعنية بقضايا الحدود بين البلدين.
ومنذ انتخاب آبي أحمد نشطت الدبلوماسية الإثيوبية لحل الخلافات العالقة مع دول الجوار وأنهت خلافات استمرت لعقود.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز