"مدرسة القمامة".. تعلم الإنجليزية بـ"النفايات"
في مقابل دروس اللغة الإنجليزية سانج يجمع النفايات من تلاميذه الأطفال، ثم ينقلها إلى مركز إعادة تدوير البلاستيك، حيث يعيد بيعها
وجد كيملينج سانج، المرشد السياحي في مجمع معابد أنجكور وات، الذي يقع في منطقة أنجكور في كمبوديا، نفسه عاطلاً عن العمل بسبب طوارئ والإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجد، لا سياح، لا جولات إرشادية.
ومن هنا قرر سانج استغلال معرفته باللغة الإنجليزية، ووقت فراغه لتعليمها للأطفال المحليين، ولكن بطريقة مبتكرة، وهي إعطاء الدروس الخصوصية مقابل الدفع بعملة "النفايات البلاستيكية"، وفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية".
اللغة الإنجليزية هي الأداة الأساسية التي تسمح للأشخاص بالعمل مع السياح، الوسيلة المفيدة للغاية والمربحة بعض الشيء في واحدة من أفقر البلدان في آسيا، حيث يبلغ متوسط الراتب 1200 يورو في العام الكامل.
"في المرة الأولى التي جاء فيها الأطفال إلى الفصل، قلت لهم: الدروس ليست مجانية، يجب أن أخصم منكم كيلوجراما ونصفا من المال"، عبارة تحدث بها سانج عن بداية مشروعه الدراسي الفريد من نوعه.
وأضاف: "قلت لهم أيضا قبل أن تحضروا لي المال، عليكم غسله جيدا وتجفيفه، فنظر الأطفال إلى بعضهم البعض في دهشة وسألوني: ما الذي تتحدث عنه؟ فشرحت لهم أنه سيتعين عليهم الدفع لي ثمن الدروس، نفايات بلاستيكية، وذلك ليتم جمعها من الشوارع".
وهكذا ولدت "مدرسة القمامة" في سييم ريب، حيث يتم دفع ثمن الدروس بالقمامة ومنذ ذلك اليوم يمكنك رؤية مجموعات من الأطفال يتجولون في الشوارع والأزقة الرئيسية بالمدينة بأكياس تُملأ بالزجاجات والعبوات والأكياس، ثم يعيدونها إلى معلمهم.
ثم يقوم "سانج" بجمع النفايات البلاستيكية من تلاميذه الصغار، ثم ينقلها إلى مركز إعادة تدوير البلاستيك حيث يعيد بيعها، ومن هنا وجد المعلم المبتِكر، في "مدرسة القمامة" حلا ذو قطبين، الأول لكسب المال، وفي الوقت نفسه تقديم خدمة للمجتمع.
كل ذلك بالإضافة إلى تعلم اللغة الإنجليزية، يقوم سانج بتعليم طلابه كيفية التعامل مع مشكلة التلوث البلاستيكي، وجعل مدينتهم، أكثر نظافة.