الولاية الثامنة.. صمت الرئيس الأطول عمرا يفتح باب «المحرمات»

لأكثر من أربعة عقود، ظل الرئيس "الأكبر عمرا" في العالم، ممسكا بزمام الحكم في بلاده، مقدما نفسه كرمز للاستقرار.
أكبر رئيس في العالم
والشهر الماضي، بلغ رئيس الكاميرون بول بيا، أكبر رئيس دولة في العالم، 92 عاما، بعد أكثر من أربعة عقود في السلطة.
ولم يفصح الرئيس بعد عن نيته بشأن ترشحه لولاية ثامنة لاحقا هذه السنة. كما امتنع عن اختيار خليفة. وتقول تقارير إعلامية إن الحديث عمن سيحل مكانه، يبقى "من المحرمات".
وقال الوزير السابق غارغا هامان أدجي في مقابلة مع صحيفة موتاسيون المحلية في يوليو/تموز الماضي "في السياق الحالي، حتى لو كان مستلقيا على حمالة، سيعاد انتخابه إذا ترشح" في الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وبول بيا الذي ولد في فبراير/شباط 1933، يحكم الكاميرون منذ 1982 عندما فاز بالانتخابات لأول مرة.
وكانت وكالة فرانس برس، قد ذكرت في تقرير سابق، أن شائعات تسري بشأن صحة بيا منذ توارى الرئيس العام الماضي عن الأنظار لأسابيع.
ودفع ذلك السلطات إلى إصدار بيان يقول إن بيا كان في سويسرا، حيث اعتاد أن يمضي فترات إجازة طويلة في المنتجعات الفاخرة.
ثم حظرت الحكومة رسميا على وسائل الإعلام المحلية مناقشة صحته.
من هم المُتنافسون الرئيسيون داخل دائرة بيا الحاكمة؟
بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ذا أفريكا ريبورت"، التي نشرت تقريرا لها بعنوان "الكاميرون بعد بيا: من سيخلف الزعيم الأطول خدمة في أفريقيا؟"، تهيمن شخصيتان رئيسيتان على التكهنات.
وهاتان الشخصيتان، هما: فرديناند نغوه نغوه، الأمين العام القوي لرئاسة الجمهورية، الذي يُرسخ موقعه الاستراتيجي من خلال خوضه حملة انتخابية نيابة عن بيا، مُطغية في كثير من الأحيان على رئيس الوزراء.
كما يُشاع أن فرانك بيا، نجل الرئيس، هو خليفة مُحتمل، على الرغم من أنه لا يزال مُتكتما سياسيا.
وخارج هذين الاسمين، يسعى جوزيف ديون نغوتي، رئيس وزراء الكاميرون، إلى تأكيد أهميته السياسية بشكل مستقل، ولا سيما الاستفادة من الأحداث الاقتصادية لتعزيز موقفه ضد هيمنة نجو نجو.
ماذا تقدم المعارضة؟
لا تزال المعارضة منقسمة، لكن لديها أسماء باردة، كما تقول الصحيفة، ومنهم موريس كامتو، زعيم حركة نهضة الكاميرون، الذي تحدى بيا بشكل كبير في عام ٢٠١٨، يقود مجددا ائتلافا واسعا.
جوشوا أوسيه، زعيم الجبهة الديمقراطية الاجتماعية، هو الآخر يسعى إلى اتباع نهج معتدل، حيث يستهدف الناخبين الشباب في المناطق الحضرية.
إلا أن استراتيجيته تنطوي على مخاطر تنفير أنصار القاعدة الشعبية الذين شكلوا في السابق العمود الفقري للحزب.
كابرال ليبي، الشاب ذو الخبرة الإعلامية الواسعة، يجذب أيضا الشباب المحبطين.
بينما يُنظر إلى غارغا هامان أدجي، بعين الريبة، ويُتهم أحيانا بالتعاون مع سلطات بيا لإضعاف فعالية المعارضة.
aXA6IDMuMTM3LjIwMC4yNDIg جزيرة ام اند امز