"الشعب لا يريدنا".. عراقيو "الهول" عالقون بمرحلة "الجدعة"
تسارع الحكومة العراقية عمليات نقل اللاجئين من مخيم الهول في سوريا، إلى مخيم مؤقت جديد بالعراق، لكن العملية معقدة ويغلفها إرث الماضي.
وفي إطار خطط العراق لتسريع إجلاء مواطنيه من شمال شرقي سوريا، خاصة من لديهم علاقات مؤكدة أو مشبوهة مع تنظيم "داعش"، وصل نحو 650 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال من مخيم الهول سيئ الصيت في سوريا إلى مخيم مغلق شمالي العراق يعرف باسم الجدعة-1.
- شبح "القاعدة" يظهر في أبين.. تفجيرات جديدة تخلّف ضحايا
- العائدون من سوريا.. تغيير في قيادة الحرب الروسية بأوكرانيا
ويمضي القادمون الجدد إلى "الجدعة-1"، بضعة أشهر قبل أن يُخلى سبيلهم، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتمكنت الصحيفة من الوصول إلى مخيم الجدعة-1 خلال الشهر الماضي، وأجرت مقابلات مع 4 عائلات، أخلي سبيلها جميعا منذ ذلك الحين لتفسح المجال للوافدين، لكن رغم الارتياح الذي أبدته تلك الأسر لعودتها من سوريا، إلا أنهم اكتشفوا أنهم يعيشون اليوم على هامش المجتمع خوفاً من العقاب.
وأظهرت المقابلات المطولة التي أجرتها الصحيفة مع العائدين والعاملين في مجال الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة، والذين تحدثوا جميعا شريطة عدم ذكر أسمائهم، وكذلك المقابلات التي أجريت مع مسؤولين من الحكومة العراقية، تشككاً بمدى التزام عمليات الإجلاء بمبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالعودة الطوعية الآمنة، حيث كشفت عن مواطن الفشل في إعادة دمج العائدين.
وتقول الصحيفة إن الأسر الأربعة التي أجرت "الغارديان" مقابلات معها غادرت مخيم الجدعة-1 دون أن تحصل على الوثائق الضرورية مثل بطاقات الهوية الشخصية أو عقود الزواج، ما يٌتوقع أن تعيق حركتها وحصولها على الخدمات.
ولم يكن لدى أي أسرة مكان تعيش فيه أو أي مصدر للاعتماد عليه في دفع مستلزمات السكن والمعيشة. كما أن 3 من بين تلك الأسر كان أفرادها يشعرون بالقلق تجاه فكرة العودة إلى مناطقهم، في حين أجبرت عائلتان على العودة إلى مناطقهما بأي شكل من الأشكال.
وتقول سهى (تم تغيير جميع أسماء العائدين): "رفضت قبيلتنا عودتنا إلى بيوتنا"، في عقاب قبلي بنفي الأسرة بكاملها بسبب انضمام صهر سهى إلى تنظيم "داعش".
وكما هو الحال مع الكثير من الأسر، فضلت أسرة سهى مغادرة المخيم بسبب المعاناة النفسية لزوجها، وتقول: "لم يستطع تحمل مخيم الهول، لذا مرض، ولكني زوجته، أي يجب أن آتي معه".
ولكن في الوقت الذي وصلت فيه سهى إلى الجدعة-1 برفقة أولادها، كان زوجها قد أخلي سبيله وتُرك ليتولى شأنه كله بنفسه.
أحد أبرز نقاط الخلاف الأخرى هي كيفية التعامل مع الأفراد الذين اعتنقوا الفكر المتطرف والذين يمثلون نسبة كبيرة ممن ستشملهم عمليات الإجلاء، مستقبلاً، إذ يقول حميد الشاطري الذي يترأس جهاز الأمن القومي المسؤول عن إجراء دراسة أمنية عن الأفراد قبل إعادتهم: "كلما قطعنا شوطاً أطول في العملية، زادت التعقيدات التي تواجهنا، والآن وصلنا للمرحلة التي أصبحت فيها كل أسرة مقيمة في مخيم الهول لديها فرد مطلوب واحد على الأقل".
ولهذا، يجب على جميع المدنيين العائدين الخضوع "لبرنامج إعادة تأهيل" في الجدعة-1 بدعم من المجتمع الدولي، غير أن العاملين في المجال الإنساني يطالبون بعدم إرغام العائدين الذين ثبتت براءتهم من ارتكاب أي جريمة على المشاركة في تلك البرامج.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز