مخيم جديد لمتضرري "موريا" اليوناني.. واللاجئون بين القبول والرفض
وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاريخي أوضح أنه انضم حتى الآن 5 آلاف لاجئ إلى المخيم الجديد من بينهم 135 شُخصت إصابتهم بفيروس كورونا
بدأت شوارع ومواقف السيارات القريبة من أنقاض مخيم "موريا" بجزيرة ليسبوس اليونانية، الذي اجتاحه حريق، تخلو تدريجياً من آلاف اللاجئين الذين كانوا ينامون منذ أسبوع على الأسفلت.
جاء ذلك بعد عملية أمنية جرت صباح الخميس، وجرى انتقال 5 آلاف من اللاجئين إلى مخيم جديد.
وقال اللاجئ السوداني مصطفى لوكالة "فرانس برس": "كنا أحراراً والآن سنحتجز مجدداً".
وأضاف اللاجئ الأفغاني عبد الرحمن: "حتى لو رفضنا الذهاب إلى المخيم فهم سيرغموننا على ذلك"، وتابع مواطنه فهيم شريفي: "علينا أن نذهب إلى المخيم وإلا طلب اللجوء الذي تقدمنا به سيرفض".
وأيقظت الشرطة آلاف المهاجرين المشردين منذ الحريق الذي أتى على مخيم موريا الشاسع 9 سبتمبر/أيلول، عند الساعة السابعة صباحاً لاقتيادهم إلى المخيم الجديد "المؤقت" على ما تفيد السلطات.
وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة بعدما منعت منظمة "أطباء بلا حدود" ووسائل الإعلام من الدخول وجالت على الخيم بهدوء من أجل إخلاء القطاع من اللاجئين الذين باتوا بلا مأوى.
وتحت أشعة الشمس الحارقة، ووسط بكاء الأطفال، قام العديد من اللاجئين بطي بطانياتهم وحمل الحقائب التي وضعوا فيها حاجياتهم الناجية من النيران الأسبوع الماضي، فيما همّ آخرون بتفكيك الخيام المثبتة على الأسفلت.
وكانت عائلات برمتها بعضها يجر عربات أطفال وأخرى صناديق، تقف في طابور بعد الظهر أمام المخيم الجديد الذي أقامته السلطات والأمم المتحدة على عجل بعد الحريق.
وقال وزير الدفاع المدني اليوناني ميخاليس خريسوهوديس الذي حضر عملية الشرطة: "ينقل اللاجئون من الشارع إلى المنشأة الجديدة للاهتمام بهم".
من جانبه، أوضح وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاريخي أنه انضم حتى الآن 5 آلاف لاجئ إلى المخيم الجديد من بينهم 135 شُخصت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وقال للصحفيين: "سنحتاج إلى بضعة أيام لنقل بقية اللاجئين السبعة آلاف تقريباً".
وأسفت ثماني منظمات لغياب المساعدة القانونية للاجئين في المخيم الجديد خصوصاً وأن عليهم التقدم بطلب لجوء جديد وإجراء مقابلات عبر تقنية الفيديو.
وأكدت هذه المنظمات في بيان مشترك: "لم يحصل طالبو اللجوء ولا منظمات الدعم القانوني حتى الآن على معلومات من السلطات اليونانية حول هذه المنشأة".
وأقيم مخيم موريا قبل 5 سنوات في خضم أزمة الهجرة وهو الأكبر في أوروبا لكنه يتعرض لانتقادات كبيرة بسبب ظروف العيش السيئة فيه.
قبول ومقاومة
ورفض الكثير من اللاجئين الانتقال إلى المخيم الجديد خشية أن يعلقوا مجدداً لأشهر طويلة بانتظار احتمال نقلهم إلى البر اليوناني أو دولة أوروبية اخرى.
وقال سكوتي كيلوي (29 عاما) الذي وصل من جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل ستة أشهر: "البعض يقبل والبعض الآخر يقاوم.. نحن حائرون فعلاً لا نعرف ماذا عسانا نفعل".
وأكد الناطق باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، الخميس، أن "الظروف في المخيم الجديد أفضل مما كانت عليه في موريا".
وقال ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في اليونان فيليب لوكيلر خلال زيارة لليسبوس إن الهدف من المخيم الجديد السماح للاجئين بمغادرة الجزيرة تدريجياً إلى أثينا أو إعادة توطينهم في بلدان أخرى.
وأكد وزير الدفاع المدني اليوناني أن نصف اللاجئين قد يغادرون ليسبوس بحلول عيد الميلاد والآخرون بحلول عيد الفصح.
وقُدمت شكوى محلية، الخميس، احتجاجاً على المخيم الجديد بحجة أنه لا يحترم معايير حماية البيئة والمواقع الأثرية.