هل تستطيع هواوي إنتاج هواتف ذكية دون مكونات أمريكية؟
هواوي تمتلك مخزونا احتياطيا من مكونات الهواتف والحواسب المحمولة ولكن على المدى البعيد سيكون تأثير القرار الأمريكي على الشركة كبيرا.
اشتدت الحملة الأمريكية ضد "هواوي" الصينية الفترة الأخيرة، حين وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يحظر فعليا استخدام معدات "هواوي" في شبكات الاتصالات الأمريكية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما فرضت وزارة التجارة قيودا على مشتريات الشركة من التكنولوجيا الأمريكية، فيما علقت شركة "جوجل" بعض معاملاتها مع "هواوي".
السؤال الذي تم تداوله كثيرا خلال الساعات القليلة الماضية هو هل تستطيع هواوي إنتاج هاتف بدون مكونات أمريكية؟ خاصة بعد هذا الكم الكبير من الشركات التي قامت بالانصياع لأوامر الحكومة الأمريكية وقطعت علاقتها بشركة هواوي.
فعملاق التكنولوجيا الصيني هواوي يمتلك مخزونا احتياطيا من مكونات الهواتف والحواسب المحمولة، ولكن على المدى البعيد سيكون تأثير القرار الأمريكي على الشركة كبيرا، ويجب عليها أن تبحث عن حلول لضمان حصولها على تلك المكونات على المدى البعيد.
ماذا تصنع هواوي بنفسها؟
تقوم هواوي بالاعتماد على شركة صينية هي Sunny Optical والتي تمد هواوي بالكاميرات الخاصة بها مع شراكتها لشركة لايكا الألمانية والتي توفر التقنيات الموجودة بكاميراتها ولن تتأثر تلك الشركات بقرار الحظر كونها ليست شركات أمريكية.
إضافة إلى الذاكرة الموجودة بهواتف الشركة أيضاً لن تمس بضرر، وذلك لكون هواوي تعتمد على شركة SK Hynix الكورية الجنوبية لتمدها بالذاكرة من نوع LPDDR4X في هاتف P30 Pro، وهو ما يمثل خبرا جيدا لهواوي كونها كانت تعتمد على شركة Micron الأمريكية في ذواكرها.
أما الشاشات الـOLED، فمن المعروف أن الكثير من الشركات العالمية تستمد شاشاتها من نوع OLED من شركتين رئيسيتين وهما شركة LG الكورية الجنوبية، بالإضافة إلى العملاقة سامسونج التي تصنع أفضل شاشات من نوع أموليد، وهناك شركة صينية أصغر تقوم بتصنيع هذا النوع من الشاشات وهي شركة BOE، ولحسن حظ هواوي أن تلك الشركات الثلاث ليست شركات أمريكية وبذلك لن تتأثر هواوي في هذه الجزئية.
مكونات لا تصنعها هواوي
أما عن الأشياء التي لا تقوم هواوي بتصنيعها أو تعتمد على شركات أمريكية للحصول عليها فهي المكونات التالية.
وحدات تخزين من تصنيع ميكرون، فعلى عكس الذواكر العشوائية فإن الذاكرة الداخلية قد تم تصنيعها من قبل شركة ميكرون وهي شركة أمريكية، ولذلك يتوقع أن يتم قطع الاعتماد عليها في الهواتف القادمة، ولحسن حظ هواوي فإن هناك العديد من الخيارات الأخرى المتاحة بالنسبة إلى وسائل التخزين الداخلية مثل شركة سامسونج وتوشيبا أو حتى قد تعتمد هواوي على شركة HiSilicon التابعة لها في تطوير وسائل التخزين الخاصة بها.
السؤال الأهم هو مدى إمكانية تقبل المستخدمين لنظام تشغيل هواوي، حيث تشير المراجعات أن معظم هواتف هواوي تستخدم واجهة EMUI الخاص بها، وهو ليس الخيار الأفضل مقارنة بواجهة أندرويد الخاصة بشركة جوجل، وإذا اختفت برامج جوجل تماما من هواتف هواوي المستقبلية فقد تكون هناك مشكلة كبيرة في التطبيقات، خصوصا إذا كان نظام تشغيل هواوي غير جيد بما فيه الكفاية.
يشار إلى أن هواوي لا تعتبر الشركة الصينية الأولى التي تعاني من هذا المأزق، حيث أوقفت الولايات المتحدة التعامل مع شركة الهواتف الصينية ZTE لفترة وجيزة في عام 2018، ما حال دون قدرتها على استيراد منتجات من شركات أمريكية مثل جوجل وكوالكوم ودولبي.
وللتعامل مع خسارتها لشركة كوالكوم للمعالجات التي تزود الهواتف الذكية بمعالجات Snapdragon، توصلت شركة ZTE إلى اتفاق مع شركة المعالجات التايوانية MediaTek، ما نتج عن إيقاف الحظر، وعلق الرئيس الأمريكي دونالدو ترامب أن "الكثير من الوظائف ستضيع إذا استمر الحظر".
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز