ضربة جديدة لـ"الإسلاموفوبيا".. كندا تعيّن مستشارة لمواجهة الظاهرة
في ضربة جديدة لظاهرة "الإسلاموفوبيا"، أعلنت كندا استحداث منصب جديد وتعيين ممثلة خاصة لديها لمكافحة تلك الظاهرة.
وتأتي خطوة كندا ضمن الجهود الدولية المتسارعة لمكافحة مخاطر تلك الظاهرة، التي عانى بسببها المسلمون وتعرضوا لسلسلة هجمات بكثير من البلدان.
- تشيلسي بين فكي أوكرانيا و"الإسلاموفوبيا".. ما قصة عائلة ريكيتس؟
- الأمم المتحدة تعتمد يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا.. لماذا اختارت 15 مارس؟
ما هي الإسلاموفوبيا؟
"الإسلاموفوبيا" هو مصطلح يعني "الرهاب أو الخوف من الإسلام وكراهيته"، وتحمل مظاهرها " كل أشكال "العنف أو التحامل أو التمييز ضد المسلمين"، والذي يترجم في أعمال عنف بينها "الاعتداء الجسدي أو الإهانة اللفظية وغيرها من صور العنف".
وتشمل كذلك "استهداف أماكن العبادة الإسلامية، أو قصفها، أو تدنيسها، أو نشر كتابات مسيئة على جدرانهاـ وغيرها"، كما يضم كذلك "الفصل التعسفي على أساس الدين أو رفض قبول المسلمين في المؤسسات سواء عامة أو خاصة".
توسع عالمي بمواجهتها
وإدراكا لخطورة تلك الظاهرة، تبنت الأمم المتحدة في 15 مارس/آذار الماضي، يوما عالمياً لمكافحة تلك الظاهرة، في خطوة تعزز محاربة الكراهية ضد المسلمين وتدعم ثقافة التسامح.
فيما استحدثت الكثير من الدول مناصب ومكاتب جديدة لمراقبة ومكافحة تلك الظاهرة، وبينها الولايات المتحدة التي استحدثت مكتبا بوزارة الخارجية، وعينت مبعوثا خاصا لمراقبة ومكافحة الظاهرة على مستوى العالم.
منصب جديد بكندا
وأحدث الدول التي قررت استحداث منصب لمكافحة تلك الظاهرة، هي كندا التي أعلنت، الخميس، تعيين الصحفية والناشطة أميرة الغوابي، كأول ممثلة خاصة لديها معنية بمكافحة الإسلاموفوبيا.
وجاء استحداث المنصب في أعقاب سلسلة هجمات استهدفت المسلمين مؤخرا في البلاد، وضمن توصيات قمة وطنية عن الإسلاموفوبيا نظّمتها الحكومة الكندية في يونيو/حزيران 2021 ردا على الهجمات.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، هذا القرار بأنه "خطوة مهمة في كفاحنا ضد الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام)، والكراهية بكل أشكالها".
وقال في بيان صدر عن مكتبه، إن "الصحفية والناشطة أميرة الغوابي ستشغل المنصب لتكون مناصرة، ومستشارة، وخبيرة، وممثلة، لدعم وتعزيز جهود الحكومة في مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية المنهجية، وكذلك التمييز العنصري وعدم التسامح الديني".
ولفت رئيس الوزراء الكندي، إلى أن "التنوع هو من أعظم نقاط القوة لكندا حقا".
وأشار إلى أنه "بالنسبة للكثير من المسلمين، فإن رهاب الإسلام يعد أمرا مألوفا للغاية وبصورة تفوق الحد، لكن يجب أن نغير ذلك. لأنه لا يجب أن يعاني أحدا في بلادنا من الكراهية بسبب دينه".
من هي الغوابي؟
والغوابي هي ناشطة مدافعة عن حقوق الإنسان، ومسؤولة قسم العلاقات العامة في "مؤسسة العلاقات العرقية الكندية"، كما أنها كاتبة صحفية في صحيفة "تورونتو ستار".
وسبق لـ"الغوابي"، وأن عملت لأكثر من عقد في شبكة "سي بي سي" العامة للبث.
وعبرت الغوابي عن تشرفها باختيارها بهذا المنصب، مؤكدة أن استحداثه جاء للتصدي "للواقع المؤلم والدامي للإسلاموفوبيا في هذه البلاد"، التي يشكل المسلمون فيها نحو 5% من إجمالي السكان.
وعددت الغوابي، في سلسلة تغريدات، أسماء الأشخاص الذين قتلوا في الاعتداءات الأخيرة بسبب الإسلاموفوبيا"، وكتبت: "علينا ألا ننسى قط".
وكانت سلسلة هجمات دامية استهدفت مسلمي كندا، على مدى السنوات الأخيرة.
ومن أبرز الحوادث، تلك التي وقعت في يونيو/حزيران 2021، وقُتل فيها 4 أفراد ضمن عائلة مسلمة عندما دهسهم شخص بشاحنته في أونتاريو".
وقبل 4 سنوات على ذلك، قتل 6 مسلمين وأصيب 5 آخرون بجروح في اعتداء على مسجد بمدينة كيبك.
يوم عالمي
وكان قرار الأمم بتحديد 15 مارس/آذار من كل عام يوما عالمياً لمكافحة الإسلاموفوبيا، من أبرز خطوات تعزيز محاربة الكراهية ضد المسلمين ودعم ثقافة التسامح حول العالم.
القرار الذي تبنته بالإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً، في 15 مارس/آذار 2022، شاركت في رعايته 55 دولة معظمها من المسلمين، ويشدد على "الحق في حرية الدين والمعتقد".
كما أشار كذلك إلى قرار عام 1981 الذي يدعو إلى "القضاء على كل أشكال التعصب والتمييز على أساس الدين أو المعتقد".
ودعا نص القرار، إلى "تعزيز الجهود الدولية لتشجيع حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات على أساس احترام حقوق الإنسان، وكذلك تنوع الأديان والمعتقدات".
وعبر القرار عن "الأسف الشديد حيال جميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقداتهم، والأفعال الموجهة ضد أماكن عبادتهم، أو الاعتداءات على الأماكن والمواقع والمزارات الدينية أو في داخلها، ما يشكل انتهاكًا للقانون الدولي".
ودعا نص القرار "جميع الدول الأعضاء والمؤسسات ذات الصلة في منظومة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدينية إلى "تنظيم ودعم الأحداث البارزة التي تهدف لزيادة الوعي بفاعلية على جميع المستويات في مكافحة تلك الظاهرة".
وجاء اختيار 15 مارس/آذار لهذا اليوم، تزامنا مع ذكرى "مجزرة كرايستشيرش" التي راح ضحيتها 51 شخصاً في مسجدين بنيوزيلندا عام 2019، عندما فتح إرهابي يدعى "برينتون تارانت" النار على المصلين بمسجدي "النور" و"لينوود"، وبثّها مباشرة عبر حسابه على "فيسبوك".
تقارير صادمة
وكان تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، صدر في 2021، أكد أن "الشك والتمييز والكراهية الصريحة تجاه المسلمين قد ارتفعت إلى أبعاد وبائية".
ولفت التقرير الأممي إلى "فرض قيود غير متناسبة على ممارسة المسلمين لمعتقداتهم، والقيود التي تفرض لحصولهم على الجنسية، إضافة إلى وصم المجتمعات المسلمة على نطاق واسع".
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA=
جزيرة ام اند امز