بلومبرج: كندا تسعى جاهدة لحل أزمتها مع السعودية
كندا تسعى لحل أزمتها الدبلوماسية الأخيرة مع الرياض في محاولة لتجنب استمرار الإجراءات العقابية التي تؤثر على الشركات الكندية.
قالت وكالة "بلومبرج" إن كندا تسعى جاهدة لحل أزمتها مع السعودية، ومحاولة تجنب استمرار المواجهة المطولة التي تؤثر على الشركات الكندية، وفقا لمسؤولين حكوميين كنديين.
وفي 7 أغسطس/آب الماضي، اتخذت الرياض إجراءات حازمة لوقف تطاول أوتاوا المنافي للمواثيق الدولية، عبر التدخل السافر في الشؤون الداخلية للمملكة، بدأت باستدعاء سفيرها في كندا للتشاور، واعتبار السفير الكندي في الرياض شخصاً غير مرغوب فيه، وصولاً إلى حزمة قرارات اقتصادية وتجارية مهمة.
وفي تقرير نشرته الوكالة الأمريكية، الخميس، قالت إنه على الرغم من عدم حدوث أي تقدم فعلي منذ ذلك الوقت، فإن الأسبوع المقبل سيشير إلى أي مدى سيطول أمد الأضرار.
ونقلت عن مسؤول حكومي كندي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الكنديين يقترحون إجراء محادثات بين وزيري خارجية الدولتين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن المسألة تتعلق بأمر سعودي بتجميد أي صفقات جديدة للشركات الكندية العاملة في السعودية، ولإنهاء ترتيب تقدم بموجبه المملكة آلاف الأطباء سنوياً، والتمويل، الذي أصبح يمثل جزءا رئيسيا من النظام الطبي في كندا.
وفي السياق، قال بول سوليفان، الخبير في الشأن السعودي بجامعة "جورج تاون" في واشنطن، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان يحاول إرسال رسالة مفادها أنه لا ينبغي التقليل من احترام السعودية من جانب أي جهة".
قيود على الشركات الكندية
وذكرت الوكالة أن السعوديين أعلنوا، كجزء من ردهم الشهر الماضي، تجميد بعض الصفقات التجارية الكندية، لكن هذا لن يؤثر على العلاقات بين شركة النفط السعودية المملوكة للدولة وعملائها في كندا، وهي خطوة قال مسؤول حكومي كندي إنها ربما تكون ليس أكثر من توجيه من قاعدة صارمة.
وأوضح مسؤول آخر أن أي تجميد طويل الأجل سوف يؤثر على الشركات الكندية؛ لا سيما 4 منها هي شركة "إس إن سي لافالين" (SNC-Lavalin) الهندسية، والفرع الكندي لعملاق الدفاع الأمريكي "جنرال داينامكس"، وشركة الأدوية "أبوتكس" (Apotex)، وشركة "ماكين فودز" (McCain Foods).
قلق دولي إزاء سياسة ترودو الخارجية
واعتبرت الوكالة أن الخلاف مع الرياض، هو أحدث مؤشر على المتاعب الدولية التي يواجهها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي لطالما اعتاد التلويح بالفضيلة في الخارج. حيث أعربت الصين والهند، مؤخرا، عن غضبهما إزاء نبرة الزعيم الليبرالي، المدافع عن حقوق النساء والأقليات الذي لا يخشى أن يدس أنفه في معارك مع البلدان ذات الاقتصادات، والسكان، والقوة العسكرية الأكبر.
ولفتت الوكالة إلى أن تغريدات وزيرة الخارجية، كريستيان فريلاند التي أشعلت الخلاف، صدرت في ذروة موسم الصيف الكندي، حيث قال مسؤولان على اطلاع بالمحادثات إن ترودو وكثيرا من كبار المسؤولين الحكوميين كانوا في إجازات إلى جانب الكثير من مسؤولي العاصمة وهرعوا لإيجاد طريقة للاستجابة لموجة الغضب.
وقال مسؤول إن كندا عملت بشكل غير رسمي من خلال القنوات الخلفية لتهدئة الخلاف، كما تحدثت فريلاند مع نظيرها الأمريكي مايك بومبيو في 11 أغسطس/آب، وفقا لما جاء في بيان كندي، بينما قال مكتب بومبيو إنه كرر الإعراب عن "الأمل في حل سريع للخلافات من خلال القنوات الدبلوماسية"، كما حاولت إدارة ترامب أن تقنع السعوديين سرا بالتراجع عن إجراءاتهم العقابية.
ضربة لقطاع الرعاية الصحية في كندا
وأكدت الوكالة أن المشكلة العملية الأكثر إلحاحا في كندا هي برنامج يموله السعوديون يعين خريجي كليات الطب في المستشفيات الكندية كمقيمين وزملاء، حيث صدر تحذير لمؤسسات الرعاية في البداية بأنه خلال أقل من شهر أكثر من 1000 طبيب سعودي سيتلقون أوامر بمغادرة كندا.
وبعد يوم واحد من التقارير الأولية للتأجيل، قال المكتب الثقافي السعودي في كندا إن جميع الطلاب يجب أن يغادروا بحلول 22 سبتمبر/أيلول.
وأوضحت أن النظام الطبي للبلاد يعتمد على طلبة الدراسات العليا في كلية الطب السعودية، والتمويل الذي يجلبونه معهم، من أجل رعاية المرضى والأبحاث، وفقاً لنادية علم، رئيسة جمعية أونتاريو الطبية.
وقالت علم: "هذا التأثير ضخم ومتعدد المستويات. المستشفيات المجتمعية الصغيرة معرضة للتأثر بشكل خاص، وغالباً هي ليست بمنأى كثيراً عن أزمة الموارد البشرية الصحية".
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز