خطوة كندية جريئة.. تصويت بمجلس العموم يدعم إقامة دولة فلسطينية
توجه كندي جريء في دعم فلسطين، يتجاوز الخطوط الغربية بخطوات عملية، آخرها تصويت في مجلس العموم، على مشروع قرار يدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
التصويت الذي يجرى، خلال ساعات، سبقه قرار، قبل أسبوعين، بوقف تصدير العتاد العسكري غير الفتاك إلى إسرائيل اعتبارا من يناير/كانون الثاني بسبب التطور السريع للوضع على الأرض.
- «مروان عيسى».. واشنطن تؤكد مقتل القيادي رقم «3» بحماس في غزة
- «الغارديان» تكشف عن تراجع قبضة إسرائيل على غزة.. هذه هي الأسباب
تصويت البرلمان
ويصوت المشرعون في كندا، على اقتراح غير ملزم يدعم إقامة دولة فلسطينية، في خطوة نددت بها إسرائيل، كما أنها قد تزيد الانقسامات داخل الحزب الليبرالي الحاكم.
ورغم أن الحكومة لها الحرية في تجاهل نتيجة التصويت في مجلس العموم، فإن المقترح قد يسبب مشكلات سياسية لرئيس الوزراء جاستن ترودو.
وكانت الأقلية اليسارية من حزب الديمقراطيين الجدد، الذي يساعد الليبراليين بزعامة ترودو في البقاء بالسلطة، قد قدمت هذا الاقتراح بسبب عدم رضاها عما تعتبره إخفاقا في اتخاذ إجراءات كافية لحماية السكان المدنيين في غزة.
وقال زعيم حزب الديمقراطيين الجدد غاجميت سينغ، في بيان: "بإمكان جاستن ترودو أن يتخذ خطوات جادة من أجل السلام والعدالة، لكنه لا يملك الشجاعة لذلك. ولهذا السبب قدمنا اقتراحا لإجبار الحكومة الليبرالية على المساعدة في إنهاء إراقة الدماء هذه"، مضيفا: "الفلسطينيون والإسرائيليون يستحقون العيش في سلام".
ورغم تأكيد ترودو على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإنه ينتقد بشدة الحملة العسكرية في غزة.
ويدعو الاقتراح كندا إلى "الاعتراف رسميا بدولة فلسطين"، وهي خطوة لم تتخذها أي دولة عضو في مجموعة الدول السبع، بالإضافة إلى وقف جميع أوجه التعاون التجاري مع إسرائيل في مجالي التكنولوجيا والعتاد العسكري.
كما يطالب الاقتراح بوقف فوري لإطلاق النار ووضع حد لعمليات نقل الأسلحة غير القانونية إلى حركة حماس.
كما يدعو الحركة الفلسطينية إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتوجد دلائل واضحة على وجود انقسام داخل الكتلة الليبرالية بين مؤيد ومعارض لسياسة الحكومة تجاه الصراع في غزة.
إرجاء التصويت
لكن خلافات في اللحظات الأخيرة دفعت المشرعين الكنديين إلى تأجيل تصويت على القرار ما قد يزيد الانقسامات داخل الحزب الليبرالي الحاكم.
كانت الأقلية اليسارية من حزب الديمقراطيين الجدد، الذي يساعد الليبراليين بزعامة ترودو في البقاء بالسلطة، قد قدمت هذا الاقتراح بسبب عدم رضاها عما تعتبره إخفاقا في اتخاذ إجراءات كافية لحماية السكان المدنيين في غزة.
ودعت النسخة الأصلية للاقتراح كندا إلى "الاعتراف رسميا بدولة فلسطين"، وهي خطوة لم تتخذها أي دولة عضو في مجموعة الدول السبع.
وبعد مفاوضات خلف الكواليس بين حزب الديمقراطيين الجدد والليبراليين جرى استبعاد هذه الصياغة واستبدالها بصياغة أخرى تدعو المجتمع الدولي إلى العمل باتجاه إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.
لكن المشرعين الليبراليين والمعارضين بمجلس العموم اشتكوا من عدم علمهم بالصياغة الجديدة وطالبوا بإتاحة الفرصة لمناقشتها. وجرى تعليق التصويت ولم يتضح بعد موعد استئنافه.
تنديد إسرائيلي
وأصدر السفير الإسرائيلي لدى كندا إيدو معيد، الإثنين، بيانا ندد فيه بالتصويت قائلا إن "تمكين الإرهابيين لن يؤدي إلا إلى مزيد من إراقة الدماء ويعرض للخطر أي حل سلمي للصراع".
تحذير من هجوم رفح
وفي سياق متصل، عبر رئيس الوزراء الكندي عن قلقه إزاء الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح جنوب غزة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، من أن هجوما بريا واسع النطاق للجيش الإسرائيلي في رفح سيشكل "خطأ"، وذلك في مباحثات هاتفية هي الأولى بينهما منذ شهر وسط توترات متزايدة.
وقال البيت الأبيض إن نتنياهو وافق على طلب بايدن إرسال وفد من مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلى واشنطن لمناقشة هذا الهجوم و"نهج بديل" محتمل.
لكن في مؤشر يدل على توترات متزايدة في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، قال نتنياهو إنه أكد لبايدن تصميم إسرائيل على "تحقيق جميع أهداف الحرب" بما في ذلك "القضاء على حماس".
وقد تحدث بايدن ونتنياهو آخر مرة في 15 فبراير/شباط فيما خرجت انتقادات الرئيس الأمريكي بشكل متزايد إلى العلن بسبب ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين والوضع الإنساني المتدهور في غزة حيث تحذّر الأمم المتحدة من خطر المجاعة.
ومؤخرا سُمع بايدن يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشاً صريحاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في القطاع، مع تزايد إحباطه منه.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان خلال إحاطة، الإثنين، إن "الرئيس شرح لمَ هو قلق للغاية إزاء احتمال شن إسرائيل عمليات عسكرية واسعة النطاق في رفح".
وقال سوليفان إن "عملية عسكرية واسعة النطاق هناك ستكون خطأ، ستؤدي إلى وفاة مزيد من المدنيين الأبرياء، وستفاقم الأزمة الإنسانية الكبيرة أصلا، وستعمّق الفوضى في غزة، وتزيد عزلة إسرائيل دوليا".
وتسبّب هجوم حماس غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول بمقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
وتؤكّد إسرائيل أنّه لايزال في غزة 130 رهينة، يعتقد أنّ 32 منهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم.
وردّاً على هجوم حماس، توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وبدأت بتنفيذ حملة عسكرية كثيفة خلفت دمارًا هائلًا ونحو 31700 قتيل و31500 جريح على الأقل معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في قطاع غزة الإثنين.
ومع تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في غزة، أمر بايدن في الشهر الحالي القوات الأمريكية بالمباشرة بإلقاء المساعدات الإنسانية من الجو لسكان قطاع غزة، كما أمر بناء ميناء موقت قبالة القطاع لرسو سفن المساعدات الإنسانية.