كنادير.. وحوش سماوية تواجه حرائق الغابات بالمغرب
فترة قياسية تلك التي قضت فيها المملكة المغربية على الحرائق الضخمة التي شبت في غاباتها شمالي البلاد، وكلمة السر كانت "كنادير".
وكعادة سياساته الاستباقية، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس بشراء هذا النوع من الطائرات قبل 10 سنوات، ليُعزز أسطول طائرات الجيش المغربي بوسائل مواجهة الحرائق.
وحش بمميزات عالية
ولم تكتف المملكة المغربية بشراء طائرات Canadair CL-415، بل طورت فرقاً لصيانتها والحفاظ عليها، لتُشكل قوة تقهر الحرائق مهما استعرت، وتُشارك في إخماد حرائق مختلفة، سواء في المملكة المغربية أو دول شقيقة.
وعام 2011، اقتنت المملكة المغربية، بتعليمات من الملك محمد السادس، أولى طائراتها من هذا النوع، والتي يُناهز ثمن الواحدة منها 30 مليون دولار أمريكي.
ومع ارتفاع مخاطر حرائق الغابات بسبب الاحتباس الحراري، أصدر الملك من جديد، تعليماته لتعزيز الأسطول المغربي بثلاث طائرات أخرى يُنتظر الشروع في تسلمها بدءاً من العام المقبل، لتكون المملكة بذلك ضمن قائمة الدول الـ20 عبر العالم التي تملك النسخات الحديثة من هذه الطائرات.
وسطع نجم هذا الوحش الإطفائي في الأسابيع القليلة الأخيرة، إذ زاد تداول اسم هذه الطائرات بعد نجاحها الباهر في السيطرة على الحرائق التي عرفتها مدينة شفشاون المغربية.
وتتميز هذه الطائرة بقدرتها على التحليق جواً، وأيضا بإمكانها الطفو فوق الماء، كما أن محركها القوي يُمكنها من التحليق على علو منخفض مع القدرة على المناورة في المناطق ذات التضاريس الصعبة.
هذه القُدرات الميكانيكية، تُعززها سعة خزانات يُمكنها تخزين أكثر من 6000 لتر من الماء في فترة لا تتجاوز 12 ثانية، وذلك عبر النزول فوق سطح الماء، والإقلاع مجدداً لإطفاء الحريق، عبر صب الكمية دفعة واحدة، بغرض السيطرة السريعة على الحريق.
خطة مغربية
ولمواجهة حرائق الغابات، خاصة في ظل تنامي أخطارها في السنوات القليلة المنصرمة، بسبب الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، تستنفر المملكة المغربية أطقم عدة، على رئسها القوات الملكية الجوية.
وفي القوات المسلحة الملكية المغربية، أي الجيش المغربي، سرب خاص بمكافحة الحرائق، يعمل بتركيز دقيق وجاهزية تامة، لرسم خطط التدخل لمواجهة الحرائق، والقضاء عليها في أوقات قياسية، حفظاً للأرواح وأيضاً الغطاء الغابوي.
ولا يعمل سرب الجيش المغربي المكلف بإطفاء الحرائق وحيداً، بل ضمن فريق يُنسق مع رجال الدرك، وأيضاً رجال الوقاية المدنية، بالإضافة إلى المصالح المكلفة بالغابات في وزارة الداخلية المغربية، ناهيك عن مصالح الأرصاد الجوية.
بالموازاة مع ذلك، تلعب السدود المنتشرة على مختلف الأودية المغربية، والتي أنجزت بدورها بتعليمات ملكية سامية، سواء من لدن الملك الراحل الحسن الثاني، أو سليله العاهل المغربي الملك محمد السادس، دوراً محورياً في هذه العملية.
إذ أن الانتشار الواسع للسدود، وخاصة بالقرب من الغابات، يُسهل عملية تزود هذه الطائرات الأسطورية بالماء المخصص لإطفاء الحرائق، وبالتالي تكون الفترة ما بين التزود بالماء وإفراغه فوق الحريق، ثُم تكرار العملية سريعة جداً، لأن الحرب هُنا حرب ضد الوقت بشكل أكبر.