«مساحة لمداواة الجراح».. لارا فابيان تعيد تعريف علاقتها بالموسيقى

تستعد النجمة الكندية-البلجيكية لارا فابيان لجولة غنائية كبيرة تبدأ 4 أكتوبر/تشرين الأول، لتقف على خشبات أهم القاعات في فرنسا وبلجيكا وسويسرا، وتكشف عن تحولها العميق في علاقتها بالموسيقى.
في حوار مع إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، تحدثت لارا فابيان عن ألبومها الأخير "Je suis là" (أنا هنا) والتحول الذي طرأ على علاقتها بالموسيقى، قائلة: "لم أعد أستخدم الموسيقى كوسيلة للشفاء الذاتي، بل كرسالة مفتوحة. أحياناً نعجز عن إيجاد الكلمات للتعبير عما نشعر به تجاه من سبب لنا ألماً، وهنا يمكن للأغنية أن تحمل هذه الكلمات الغائبة بالنيابة عنا".
وأوضحت أن عنوان الألبوم يحمل معانٍ متعددة: "أنا هنا من أجلكم، أنا هنا حيث يجب أن أكون، وأنا هنا أخيراً حيث أردت أن أصل".
عرض حي وموسيقي متكامل
حول جولتها المقبلة، قالت فابيان: "العرض سيكون موسيقياً في المقام الأول، كل شيء سيُقدَّم بشكل حي على المسرح مع فريق موسيقي كبير، وسيكون إطاراً عضوياً نابضاً بالحياة، مليئاً بالآلات والذبذبات".
وأضافت أن الإخوة ياكوف ومائير صلاح، الذين شاركا في تأليف وإنتاج الألبوم الأخير، سيتولون الإدارة الموسيقية للجولة.
الشفافية في ألبوم "Je suis là"
ووصفت فابيان ألبومها الأخير بأنه الأكثر شفافية بين أعمالها: "أغلب أعمالي كانت شخصية، لكن هذه المرة اخترت أن أقدّم الموسيقى كوسيلة لنقل التجارب أكثر من كونها علاجاً ذاتياً".
وتطرقت إلى أغنيتها "Hypersensible" (شديدة الحساسية)، معتبرة أنها دعوة لتقبّل هذه الصفة والاعتراف بأنها ليست ضعفاً، بل قوة تجعل القلب منفتحاً على جمال الحياة.
مواجهة الجراح القديمة
لم تتردد فابيان في تناول موضوعات حساسة، مثل اضطرابات الأكل في أغنية "Une fleur à la bouche" وجراح الماضي مع والدها في "Je suis de toi". وأضافت: "كتبت هذه الأغاني كرسائل مفتوحة، ليس بالضرورة للشخص المعني، بل لمن يحتاج إلى كلمات قد تساعده على الشفاء. بالنسبة لي، تجاوزت ذلك الألم، وكان لي الحظ أن أتكلم مع والدي وأن أفكّ كل تلك العقد. أردت أن أقول: رغم العيوب، أنت من صنعني، وأنا ممتنة لذلك".
الحياة في صقلية.. العودة إلى الجذور
وتعيش لارا فابيان اليوم في صقلية، مسقط رأس والدتها، معتبرة أن ذلك أعادها إلى طفولتها: "روائح، أطعمة، موسيقى… كل ما شكّل بداياتي".
كما وصفت هويتها بأنها مزيج من أصولها المتعددة: إيطالية في طريقتها العاطفية في الحب، بلجيكية في التنظيم والحرص على الوقاية، كندية-كيبيكية في الإيمان بالفرص الجديدة وإمكانية إعادة الولادة في كل مرحلة، وفرنسية بفضل الحب الكبير الذي منحها إياه جمهورها، والذي ما زال يمنحها القوة للاستمرار كفنانة.