"مرشح الغلابة" مفاجأة انتخابات العراق.. محمد عنوز "رئيساً" للبرلمان
لم يكن أحد ليصدق أن حملة متواضعة وموارد مالية بسيطة، قد تنجح في حمل مرشح في العراق لاكتساح دائرته، بل وإلى رئاسة البرلمان ولو مؤقتا.
لكن هذا ما حدث مع المرشح المستقل في دائرة النجف الدكتور محمد عنوز، الذي لفتت إليه "العين الإخبارية" الانتباه في وقت سابق، بعد اطلاعها على حملته الفريدة لنيل مقعد في البرلمان، دون أن يكون له فريق إعلامي، أو تمويل لنشاطاته السياسية.
محمد عنوز كان مفاجأة انتخابات تشرين المبكرة، فـ"مرشح الفقراء"، كما أطلق عليه في العراق، والذي عرف بلباسه المتواضع، وخطابه القوي وبعده عن دوائر المال السياسي، استطاع أن يحقق فوزاً كاسحا بين منافسين أشداء.
فبحسب النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية، فقد حصد المرشح محمد عنوز أعلى الأصوات في الدائرة الأولى بمحافظة النجف بواقع 15.404 صوت، لتكون عبارة حملته الانتخابية: "صوتك ذمتك وذمة كرامتك .. لن نبيع ذمتنا بل ندافع عن كرامتك"، أقوى سلاح انتخابي أمام المنافسين.
حملة بـ1000 دولار
وظهر محمد عنوز ، في صور ومقاطع تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقوم بترتيب اليافطات الانتخابية داخل منزله ومن ثم يأخذ على عاتقه تعليقها في شوارع ومناطق دائرته الانتخابية في النجف.وخلال موسم الدعاية الانتخابية التي أطلقها قبل أسبوعين من بدء اقتراع أكتوبر 2021، كان عنوز الذي قدم نفسه مستقلاً يأخذ على عاتقه الترويج لنفسه والاضطلاع بدور الترويج والنشر لبرنامجه الانتخابي عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، دون أن ترافقه فرق إعلامية أو مفارز دعائية.
وركز عنوز خلال حملته الانتخابية عبر مقاطع فيديو مصورة على نبذ التطرف الديني والسعي لتوفير بيئة تشريعية آمنة لتعزيز سيادة البلاد وتوفير أسباب الكرامة والعيش للعراقيين.
وكان عنوز، ذو الـ64 عاماً، قد أكد في تصريحات سابقة عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، أن الدعاية الانتخابية لم تكلفه أكثر من مليون ونصف المليون دينار عراقي، بما يعادل ألف دولار أمريكي.
وشكلت الطريقة البسيطة التي روج من خلالها المرشح المستقل لنفسه، أهم العلامات الفارقة في تاريخ الانتخابات العراقية مابعد 2003.
إلى رئاسة البرلمان
وإذا ما صادقت مفوضية الانتخابات على نتائج الفائزين بشكل نهائي عقب انتهاء فترة الطعون من المرجح أن يقود محمد عنوز جلسة البرلمان الأولى؛ كونه أكبر الفائزين سنا، بحسب المعطيات الحالية.وعنوز، بحسب سيرته الذاتية التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، من مواليد مدينة النجف، وحاصل على شهاد الماجستير في القانون الدولي من جامعة سانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية، وله الكثير من الأبحاث والمؤلفات بينها: "الهم العراقي.. موضوعية الجدل وحقيقة الأمل"، و "الجنسية العراقية مشكلة مزمنة معالجتها ممكنة".
وبحسب القانون الانتخابي الجديد الذي شرع في أواخر العام الماضي، تبلغ عدد الدوائر الانتخابية في محافظة النجف 12 مقعداً تتوزع في ثلاث دوائر.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg
جزيرة ام اند امز