رفض مليشياوي لنتائج انتخابات العراق.. وتحذير من "سيناريو علاوي"
فجرت نتائج الانتخابات التشريعية العراقية غضب القوى الولائية لإيران بعد تراجع حظوظها وخروج بعض أذرعها خالية الوفاق.
وتصدر "التيار الصدري" الذي يتزعمه رجل الدين البارز، مقتدى الصدر، قوائم الفائزين بـ73 مقعداً ما مثل اكتساحاً لأقرب منافسيه من القوى الشيعية السياسية.
وفيما كان الجمهور الصدري، يحتفل في شوارع بغداد وبقية المناطق بما تحقق من فوز كبير، كانت مليشيات "كتائب حزب الله"، تندب حظها وتطعن بنتائج الانتخابات.
المتحدث باسم مليشيات كتائب "حزب الله"، أبو علي العسكري، قال، في تصريح غاضب، عبر تغريدة نشرها على صفحته الشخصية بتويتر، إن "ما حصل في الانتخابات التشريعية بواقع الحال يمثل أكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث".
وأضاف "إننا ومن موقع العهد الذي قطعناه لأبناء شعبنا سنقف بكل حزم لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح".
وتابع: "على الأخوة في المقاومة العراقية الاستعداد لمرحلة حساسة تحتاج منا إلى الحكمة والمراقبة الدقيقة"، لافتاً إلى أن ما جرى "هو استهداف للحشد الشعبي".
وسبق ذلك التصريح، اجتماع طارئ لقادة كتلة الفتح التي تضم أحزابا وقوى مسلحة بعد ساعات من إعلان مفوضية الانتخابات النتائج.
وجاء الاجتماع الطارئ، بحسب مصادر مطلعة ردا على ما وصفته القيادات الحاضرة بـ"الانتكاسة"، بعد خيبة أمل كبيرة جراء النسب التي حصل عليها تحالف الفتح.
وأكدت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن "القيادات الحاضرة في الاجتماع حذرت من التهاون مع ما جرى وعدم التسليم لمصداقية النتائج المعلنة".
وعقب الاجتماع، أعلن تحالف "الفتح"، الذي يضم غالبية فصائل "الحشد الشعبي" الشيعية المسلحة بالعراق، رفضه للنتائج.
وقال هادي العامري، زعيم التحالف، في بيان مقتضب: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن وسندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة"، دون مزيد من التفاصيل.
ووفق النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، التي جرت الأحد، فقد حصد تحالف "الفتح" 14 مقعدا، فيما كان قد حل ثانيا في الانتخابات السابقة (2018) برصيد 48 مقعدا.
وعقب التحرك الغاضب من الفصائل الولائية لإيران، رد قيادي مقرب من رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، على تلك الطعون بنبرة فيها تحذير وتذكير.
وقال جليل النوري، في تصريح تابعته "العين الإخبارية": "لا تتعبوا أنفسكم ولا تضيعوا وقتكم بانتظار رسائل الخارج، فالأمر حسم، الصدر ليس علاوي".
وكان رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي حقق ٩١ مقعدا في الانتخابات التشريعية عام ٢٠١٠ بفارق مقعدين عن دولة القانون أقرب المنافسين لحركته.
وعلى الرغم من عدد المقاعد التي حصدها علاوي لكنه لم يستطع الذهاب نحو تشكيل الحكومة بعد أن قضت المحكمة الدستورية بأن الكتلة أو التحالف الأكبر الذي يتشكل تحت قبة البرلمان من له حق تشكيل الكابينة الحكومية وليس الفائز الأكبر في الانتخابات التشريعية.
وتأتي تصريحات المقرب من الصدر للتحذير من أي محاولة قد تدفع بها إيران عبر مبعوثها إسماعيل قآاني في تغير نتائج الانتخابات.
وكان قائد فيلق القدس الإيراني، وصل إلى بغداد صبيحة إعلان أسماء الفائزين في الانتخابات التشريعية العراقية، في محاولة عدها البعض للتدخل على خط النتائج وتدارك خسائر المليشيات الولائية.
وبعد ساعات من وصول قآاني إلى بغداد، خرجت تظاهرة غاضبة في الناصرية جنوب العراق التي كانت تحتفل بفوز قوى تشرينية في الانتخابات، احتجاجاً على زيارة المسؤول الإيراني ومغزى توقيتها غير "المرحب به"، بحسب شهود عيان.
وشكلت انتخابات تشرين المبكرة انقلابا على التوازنات السياسية التي كانت سائدة طوال السنوات التي تلت 2003.