انتخابات العراق.. إشادة بسلاسة الإجراء وتفاؤل بمستقبل أكثر استقرارا
توالت الإشادات العربية والدولية بسلاسة إجراء الانتخابات العراقية، التي أظهرت نتائجها الأولية مفاجآت بأحجام وأثقال مختلفة، معربين عن تفاؤلهم بمستقبل أكثر استقرارا يشمل الجميع.
وأفرزت الانتخابات المبكرة والخامسة في العراق، والتي جاءت على حساب 600 قتيل وآلاف الجرحى العراقيين، كيانات وتحالفات وقوائم مفردة لم تكن حاضرة في الانتخابات التشريعية الأربعة الماضية التي خاضها العراق.
وبحسب النتائج الأولية، التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، فقد حقق التيار الصدري الذي يترأسه مقتدى الصدر فوزاً كاسحاً بإحرازه 73 مقعداً مبتعدا عن أقرب منافسيه من القوى الشيعية والسنية وحتى الكردية بفارق كبير.
فيما غابت قوى كلاسيكية ظلت حتى الأمس القريب تشكل الحجر الأساس في تشكيل الحكومات بينها تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، والنصر برئاسة حيدر العبادي، والحكمة التي يترأسها عمار الحكيم.
ومع أن الانتخابات أفرزت فوز ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بـ37 مقعداً، إلا أن تصاعد حظوظ "التيار الصدري"، رافقه وصول قوى تمثل الشارع الاحتجاجي، يقطع الطريق على الأحزاب والقوى بالتحالف مع المالكي مستقبلاً.
التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر يتصدر القوى الشيعية، فيما يتصدر تحالف "تقدم" الذي يقوده رئيس البرلمان محمد الحلبوسي القوى السنية، فيما يتقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزانى القوى الكردية في انتخابات العراق البرلمانية.
أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بعث برقيتي تهنئة للرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بنجاح الانتخابات في العراق.
وبحسب وسائل إعلام كويتية، أشاد أمير الكويت في برقيتيه بما شهدته الانتخابات من مشاركة شعبية وما أبداه الشعب العراقي من حرص على أداء واجبه الوطني لاختيار ممثليه في مجلس النواب، متمنيا للشعب العراقي التقدم والازدهار.
وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على الانتخابات العراقية، قائلا إن "المنظمة الدولية تجدد التأكيد على التزامها الكامل بدعم العراق حكومة وشعبا".
وذكرت صفحة المنظمة الدولية عبر "فيسبوك" أن جوتيريش أثنى في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، على "نساء ورجال العراق لتصميمهم على إسماع أصواتهم من خلال صناديق الاقتراع".
مستقبل أكثر استقرارا
وحث الأمين العام في البيان، جميع أصحاب المصلحة على التحلي بالصبر والاحترام للجدول الزمني للانتخابات بينما تقوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بجدولة النتائج، وذلك "لحل أي نزاعات انتخابية قد تنشأ من خلال القنوات القانونية المعمول بها، وإكمال العملية الانتخابية من خلال تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن".
ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه تم الاعتراف بصلاحية الانتخابات من المفوضية العليا للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانا جاء فيه: "نحن نقدر عاليا جهود الحكومة العراقية في الإعداد وإجراء التصويت في جميع أنحاء البلاد، وتنظر موسكو إلى التنظيم الناجح للتعبير عن إرادة المواطنين العراقيين في سياق وضع اجتماعي واقتصادي صعب واستمرار التهديدات الإرهابية كحدث مهم على طريق زيادة تحسين الوضع في البلاد وضمان الاستقرار السياسي والأمن الداخلي".
وأضاف: "نحترم الاختيار السيادي للشعب العراقي، ونعرب عن أملنا في تشكيل مبكر لحكومة جديدة شاملة وقادرة في العراق، من خلال المشاركة التي يظهر فيها ممثلو القوى السياسية الرئيسية والجماعات العرقية والطوائف في البلاد استعدادهم للعمل بانسجام لتحقيق الأهداف الوطنية".
وتابع: "نحن على استعداد لمواصلة تقديم الدعم الفعال للعراق الصديق للتغلب على الآثار السلبية للأزمة الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب الدولي، وذلك في المقام الأول من خلال تطوير تعاون ثنائي متعدد الأوجه متبادل المنفعة".
وأشادت البعثة الأممية لدعم العراق بالانتخابات البرلمانية، مؤكدة أنها جرت بسلاسة وشهدت تحسينات فنية وإجرائية كبيرة.
سلاسة الإجراءات
وقالت البعثة إن مفوضية العليا للانتخابات تستحق الإشادة بعملها الجاد لتنظيم الانتخابات، مشيرة إلى أن الانتخابات ليست هدفًا بحد ذاتها بل وسيلة لتحسين إدارة الحكم، مشيدة بالجهود الكبيرة التي بذلتها قوات الأمن العراقية خلال فترة الاقتراع.
وبدروها، أكدت بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات، أن عملية الاقتراع اتسمت بالسلاسة، مشيرة إلى رصدها التأمين الكامل للمراكز الانتخابية في العراق.
وقال الأمين العام المساعد رئيس بعثة وفد جامعة العربية لمراقبة الانتخابات البرلمانية السفير سعيد أبو علي خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد، إن "عملية تسجيل الناخبين كانت كافية واستمرت 3 أشهر، وجرت وفقاً للإطار القانوني، وفترة تسجيل المرشحين كانت كافية ومستمرة مدة 3 أشهر أيضا".
وتابع أن "فترة الحملات الانتخابية استمرت لأكثر من 3 أشهر وهي كافية، و"رصدنا التأمين الكامل للمراكز الانتخابية ونثمن دور القوات الأمنية، ولاحظنا تواجدا للمراقبين المحليين والدوليين خلال العملية الانتخابية".
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز