"حلوى المولد" للمصريين: أنا ضحية وابحثوا عن الجاني
المصريون هذا العام لن يتمكنوا من شراء الحلوى، سيكتفون فقط بالمشاهدة، وندب الحال الذي وصلت إليه أحوال أسواق "حلاوة المولد".
"حلاوة المولد"، أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر، والتي تطبع علامات البهجة في النفوس وتضفي مذاقاً خاصاً للاحتفال، باعتبارها عادة متوارثة لدى المصريين منذ القدم.
المصريون هذا العام لن يتمكنوا من شراء الحلوى، سيكتفون فقط بالمشاهدة، وندب الحال الذي وصلت إليه أحوال أسواق "حلاوة المولد" في مصر، فالأسعار تجاوزت المعقول إلى حد "الممنوع من الاقتراب".
أحد محال بيع الحلوى الشهير بالقاهرة، أغرق الشوارع بإعلانات "حلوى المولد" مذيلاً الأسعار أسفل كل "علبة حلوى" والتي بلغت في المتوسط 600 جنيه للعلبة الواحدة، الأمر الذي استقبله المواطنون بمزيج من الاستهجان والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وإثر هجمة الرأي العام والإعلام المصري على أصحاب المصانع الكبرى ومحال الحلوى على خلفية ارتفاع الأسعار، رفض "صلاح العبد" رئيس غرفة صناعة الحلوى بالقاهرة الحديث للإعلام، موضحاً لبوابة العين، أن مجلس إدارة غرفة صناعة الحلوى قرر بالإجماع الامتناع عن إبداء أي تصريحات أو الظهور في الإعلام.
"سكر الطعام" الذي يدخل في صناعة الحلوى بنسبة كبيرة كان متهماً أوحد في تلك الأزمة، عقب ارتفاع سعره في الأسواق بشكل جنوني من 4 جنيهات إلى 14 جنيهاً للكيلو في بعض المناطق، بينما ارتفع سعره التمويني من 5 إلى 7 جنيهات، مع تزايد أزمة نقص كميات السكر لدى المتاجر والبقالين.
وفي تصريحات لبوابة العين رفض "رأفت رزيقة" رئيس شعبة صناعة السكر بالغرفة التجارية بالقاهرة تحميل "السكر" وحده أسباب ارتفاع "حلوى المولد"، قائلا إنه أحد الأسباب وليس كل الأسباب، فبالنظر الى مستلزمات الإنتاج الأخرى سنجد معظمها ارتفعت أسعارها بالمقارنة بالعام الماضي كالغاز مثلاً أو الكهرباء المستخدمة في تشغيل الماكينات وغير ذلك.
وأضاف أن "السكر حتى ولو كان يدخل بنسبة كبيرة في صناعة الحلوى فيجب النظر إلى الأزمة ككل وحال السوق المصرية التي ارتفعت أسعار جميع السلع بها، بالإضافة الى أن "حلوى المولد" في مصر موسمية أو وقتية الاستهلاك، ولا تتعدى فترات إغراق السوق بها سوى من 3 أيام لأسبوع على الأكثر ويحاول منتجوها وأصحاب المصانع الكبيرة تحصيل مصروفات العمالة والمعدات ومدخلات الإنتاج، فالضغط الواقع عليها كبير بالطبع.
وعن كميات السكر التي يستهلكها إنتاج حلوى المولد سنوياً قال "رزيقة"، لا يمكن إحصاء ذلك، فالأمر متوقف على حجم الطلب، لكن مع ارتفاع الأسعار بالتأكيد يقل الطلب.
وأضاف أن سوق الحلوى لن تشهد رواجاً هذا الموسم، قائلا "جميع السلع ارتفعت أسعارها على المواطنين بما في ذلك السلع الأساسية والمأكولات"، وأتوقع عزوف قطاع كبير عن شراء "حلوى المولد" هذا العام.