بالأرقام.. كيف غرقت ميرسك في ضباب البحر الأحمر؟
أعلنت ميرسك، اليوم الخميس، عن أرباح جاءت دون التوقعات في الربع الرابع، وقالت إنها تتوقع أرباحا أقل بكثير من مستوى العام الماضي في 2024.
وسط فائض في المعروض من سفن الحاويات، غير أنه لا تزال هناك ضبابية نتيجة الاضطرابات في البحر الأحمر.
وقالت الشركة إنها تتوقع أن تتراوح الأرباح قبل خصم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بين مليار دولار وستة مليارات دولار هذا العام، مقارنة مع 9.6 مليار دولار حققتها العام الماضي.
وقالت الشركة في بيان "لا يزال هناك قدر كبير من الضبابية يكتنف مدة الاضطراب في البحر الأحمر ومستواه، إذ يعكس النطاق الاسترشادي مدة تتراوح بين ربع سنة إلى عام كامل".
وانخفضت الأرباح قبل خصم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين إلى 839 مليون دولار في الربع الرابع من 6.54 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق، وهو ما جاء دون توقعات المحللين لربح 1.13 مليار دولار.
أزمة العبور من البحر الأحمر
وكانت قد أعلنت شركة الشحن الدنماركية "ميرسك" في يناير/كانون الثاني الماضي عن تغيير مسار خدمات خط الملاحة "إم.إي.سي.إل" بين الهند والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الشركة أن السفن التي كانت تقوم بالمرور عبر الموانئ في الشرق الأوسط عبر هذا الخط، لن تمر بعد الآن عبر البحر الأحمر، بل ستتجه حول رأس الرجاء الصالح.
وفي مطلع العام الجاري، نقلت "ميرسك" في توجيهها للعملاء قراراتها بشأن تغيير مسار خدمة الحاويات إم.إي2، حيث تم تجنب البحر الأحمر وخليج عدن، واستبدالهما بمرور السفن عبر رأس الرجاء الصالح.
وخدمة إم.إي2 إيطاليا تربط الساحل الغربي للهند بغرب البحر المتوسط، وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الشركة عن تعليق مؤقت للحجوزات المتجهة إلى جيبوتي من مناطق آسيا والشرق الأوسط وأوقيانوسيا وشرق أفريقيا وجنوبها، ضمن خدمتها للشحن المعروفة باسم "بلو نايل إكسبريس".
وفي بيان لها، أشارت ميرسك إلى استمرار التقلبات في المياه المحيطة بالبحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أن المعلومات الاستخباراتية تظهر استمرار التهديدات الأمنية على مستوى عالٍ جدا.
وأوضحت ميرسك أنها ستقوم بإلغاء موانئ جيبوتي، وجدة، وميناء الملك عبدالله في السعودية من جدول خدمتها بلو نايل إكسبريس.
ورغم هذا الإجراء، أكدت الشركة عدم توقع أي تأثير على القدرة الاستيعابية للخدمة.
التدخل الدولي
وأعربت شركة ميرسك عن أملها في أن يؤدي التدخل الدولي ووجود البحرية بشكل أوسع نطاقا في البحر الأحمر في النهاية إلى استئناف الملاحة البحرية التجارية عبر المضيق.
وأكدت الشركة في بيان سابق أنها تطمح إلى أن تسفر هذه التدخلات والعمليات البحرية الكبيرة في النهاية عن تقليل مخاطر الملاحة البحرية، مما يسمح باستئناف استخدام قناة السويس كممر للشحن التجاري.
وقد قامت الشركة بتغيير مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر، لتجنب المنطقة التي شهدت تصاعدًا في هجمات مليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران على السفن.
وبدلاً من ذلك، اعتمدت شركات الشحن طريق رأس الرجاء الصالح الذي يمر جنوب القارة الأفريقية، على الرغم من أنه يعتبر طريقا أطول.