بانكوك تتحدى تغير المناخ بحلول قائمة على الطبيعة.. هل تنجو من الطوفان؟
تؤكد تجربة العاصمة التايلاندية بانكوك أن الحلول القائمة على الطبيعة يمكن أن تحمي المدن من المخاطر المناخية مثل الفيضانات وغيرها.
على الصعيد العالمي يعيش أكثر من 40% من سكان العالم على مسافة 100 كيلومتر من الخط الساحلي للبحار والمحيطات والمسطحات المائية، ويعيش أكثر من 600 مليون شخص (10% من سكان العالم) على ارتفاعات تبلغ 10 أمتار أو أقل فوق مستوى سطح البحر، لقد اعتمدت الحضارات الإنسانية منذ فترة طويلة على الممرات المائية للتجارة والغذاء والنقل.
ومع ذلك فإن عدم اليقين بشأن تغير المناخ يؤكد الحاجة إلى التدخلات القائمة على الطبيعة لمساعدة المدن على الازدهار وسط ضربات الفيضانات المتغيرة والتكيف مع المخاطر المناخية.
وتقوم بعض المدن بالفعل بتسخير ثرواتها الطبيعية للتكيف مع المستقبل، ومن خلال النظم الطبيعية والبنية التحتية المستدامة يمكن للمدن تعزيز قدرتها على الصمود وحماية النظم البيئية وتحسين نوعية الحياة لسكانها.
في هذا الإطار تعمل مدينة بانكوك على تطوير أنظمة المياه الحضرية المتكاملة في إطار ما يُعرف بـ"التوسع الحضري القائم على المياه".
وتواجه العاصمة النابضة بالحياة في تايلاند أزمة وجودية في صراعها مع الخطر المزدوج المتمثل في غرق الأرض وارتفاع مستوى سطح البحر، ويهدد الهبوط السريع، إلى جانب الارتفاع المستمر لمستوى سطح البحر، بابتلاع مساحات كبيرة من بانكوك بحلول عام 2030.
- الإمارات تستعرض خلال COP16 بالرياض دورها الريادي في حماية البيئة
- نيويورك تايمز تكشف عن لوبي مضاد لحظر استخدام البلاستيك في أمريكا
وتواجه بانكوك في تايلاند، مدينة الدلتا التي يشار إليها غالبا باسم "مدينة المياه"، خطرا متزايدا للفيضانات بسبب مناظرها الطبيعية المائية الفريدة التي تشكلها الأنهار والأمطار والبحر.
وعلى الرغم من كونها منطقة معرضة للفيضانات بشكل طبيعي فإن عوامل مثل التحضر الكبير في السهول الفيضية والتحول من التنمية القائمة على المياه إلى التنمية القائمة على الأرض تزيد حتما من شدة الفيضانات.
بالإضافة إلى ذلك فإن هبوط الأراضي والتآكل الساحلي الشديد الناجم عن استخراج الموارد، وعبء البنية التحتية وإزالة غابات المانغروف ينتج عنه تأثيرات أكبر.
وتُعد معالجة سيناريوهات التحضر القائم على المياه أمرا ضروريا للنمو الشامل للمدينة وبقائها.
وقد ساعدت لوائح إدارة المياه الجوفية في تايلاند منذ السبعينيات، بما في ذلك قانون المياه الجوفية لعام 1977، في البداية في التحكم في استخدام المياه الجوفية ووضع الأساس لاتخاذ إجراءات إيجابية تجاه الطبيعة، ومع تتزايد التحديات المناخية فإن هذه التدابير وحدها غير كافية.
كانت بانكوك رائدة في العديد من مشاريع البنية التحتية ذات اللون الأزرق والأخضر ومشاريع إعادة الاستخدام التكيفية، حيث قامت بدمج البنية التحتية الحالية لتعزيز الطبيعة وتفاعل المدينة مع خدمات النظام البيئي.
على سبيل المثال، تم تصميم متنزه "تشولالونجكورن" لجمع مليون غالون من مياه الأمطار، والتعامل مع نفس سعة المياه التي تتعامل بها أنظمة الصرف الصحي العامة، وتعمل الحديقة على تحسين تصنيف بانكوك الضعيف بين المدن الآسيوية الكبرى من حيث المساحات الخضراء المتاحة للجمهور وتوفر مياه الأمطار للاستخدام أثناء فترات الجفاف.
وتعد المزرعة الحضرية أكبر سطح زراعي حضري في آسيا، حيث تعمل على تعزيز الاستدامة متعددة الأبعاد، بما في ذلك الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتخفيف من آثار الفيضانات والأماكن العامة، مما يخلق اقتصادا دائريا مع التخلص من النفايات العضوية والأغذية النباتية على مسافة صفر ميل.
وقد أدى متنزه تشاو فرايا سكاي ومتنزه قناة تشونغ نونسي إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى الأنهار والقنوات الحضرية من خلال تجديد البنية التحتية للواجهة البحرية في المدينة التي يبلغ عمرها 40 عاما.
وتعمل المتنزهات على تعزيز التفاعل بين المجتمعات والمناطق، وإعادة تصور علاقات المواطنين مع الممرات المائية واستعادة الهوية البيئية للمدينة من خلال تطوير المتنزهات بجانب القناة وتحسين الاتصال والتدفقات.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز