عواصم الثروة في أفريقيا.. زامبيا أرض الزمرد والنحاس
زامبيا الواقعة جنوب الصحراء، تحولت منذ عدة سنوات إلى قبلة للاستثمارات المهاجرة من أوروبا أمريكا، بحثا عن المعادن النادرة في أرض بكر.
تظهر بيانات منظمة التجارة العالمية، أن حركة تصدير المواد الخام في زامبيا، نمت بأكثر من 400% خلال السنوات السبع الماضية، في مؤشر على ضخ استثمارات في قطاع التعدين وتصديره للدول الصناعية.
زامبيا، غنية بالنحاس والزمرد والكوبالت، وإذا أردت أن تعرف ما هي أغنى دولة أفريقية بالنحاس، فهي بلا نزاع زامبيا، لدرجة أن لا معلومات متوفرة عن كمية الاحتياطات بسبب الاكتشافات المتتالية للنحاس فيها.
زامبيا.. أرض النحاس
تشتهر بكونها المنتج والمورد الأول للنحاس، فهي تنتج 77% من النحاس الأفريقي؛ وزامبيا هي أيضا مكان يقع فيه Copperbelt، منطقة الإنتاج الضخم للنحاس.
أيضا، هذا البلد لديه أكبر منجم تحت الأرض في القارة بأكملها، والذي يعمل به 10000 عامل؛ وبشكل عام، ينتج هذا المنجم حوالي 300 ألف طن من النحاس سنويا.
هناك معادن أخرى في زامبيا، إنتاجها أقل من النحاس، لكنها لا تزال مثيرة للإعجاب. هذه هي الزمرد والكوبالت والتي بدأت تسجل مستويات إنتاج متصاعدة بلغت في 2019 نحو 20% من مجمل قيمة الصادرات.
وفي أغسطس/آب 2021، أدى انتخاب حكومة جديدة في زامبيا إلى التفاؤل بأن البلاد هي اللاعب البارز في استكشاف المعادن الأفريقية للسنوات اللاحقة.
اليوم، كل الأنظار تتجه نحو زامبيا، فإضافة إلى النحاس، الذي يعود تعدينه الصناعي في زامبيا إلى ثلاثينيات القرن الماضي، تمتلك البلاد إمكانات كبيرة في الذهب والمنغنيز والزمرد والفحم.
وكان التعدين هو القطاع الوحيد في الاقتصاد الزامبي الذي انخفض في الربع الثاني من عام 2021، عندما انخفض إنتاج النحاس بنسبة 9%، متأثرا بتأثير Covid-19 وموسم الأمطار في الربع الأول.
وهذا يعني أن البلاد لم تكن قادرة على الاستفادة بشكل كامل من ارتفاع أسعار النحاس، والتي بلغت ذروتها في مايو/أيار لعام 2021.
نظرة منظمة التجارة العالمية لزامبيا
لكن تقديرات منظمة التجارة العالمية، تؤشر إلى أن أسعار النحاس في المستقبل ستشهد انخفاضا معتدلا ولكنه مستمر قبل أن يصعد مجددا بسبب زيادة الطلب من جانب القطبين، الصين والولايات المتحدة.
ولطالما كان التعدين حجر الزاوية في اقتصاد زامبيا، حيث يشكل 77% من قيمة الصادرات السنوية و27.7% من الإيرادات الحكومية السنوية.
التوقعات الحالية لزامبيا إيجابية؛ ففي العام الماضي 2022، وصلت أسعار النحاس إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بسبب تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.
من المهم أيضًا ملاحظة أن النحاس ليس المورد الوحيد المتاح في زامبيا، ولا فرصة الاستثمار الوحيدة. ووفقًا لما قاله بيت ميجور ، مدير التعدين في شركة South African Mergence Corporate Solutions، فإن لدى زامبيا أيضًا إمكانات كبيرة في الفحم والزمرد والذهب والمنغنيز.
بالنظر إلى الدور البارز الذي يلعبه التعدين في اقتصاد زامبيا، فمن الطبيعي أن يكون من مصلحة الحكومة أن تضمن أن كل من الوضع التنظيمي والقوانين الضريبية في البلاد مواتية لشركات التعدين.
ولهذه الغاية، أعلنت الحكومة المنتخبة مؤخرا أنها تعتزم تقديم إعفاءات ضريبية لقطاع التعدين كجزء من مناقشات ميزانية 2023.