راضي شنيشل لـ"العين الرياضية": صناعة النجوم بالكرة العراقية خارج نطاق الخدمة
يعتبر راضي شنيشل أحد أساطير الكرة العراقية على مر تاريخها، سواء كلاعب أو كاسم مهم في عالم التدريب خلال أكثر من عقدين ونصف.
مسيرة راضي شنيشل الطويلة مع الكرة العراقية جعلته اسماً خالداً في ذاكرة الرياضة في البلاد، مما دعا الجماهير لأن تطلق عليه لقب "السيد".
وكان شنيشل ولد في أغسطس/ آب 1964 بمدينة الصدر، وبدأ شغفه بالكرة منذ سنواته الأولى، ونضجت موهبته بعد انضمامه لفريق "أنصار القوة الجوية" الشعبي نهاية سبعينات القرن الماضي، والذي من خلاله لاقى تشجيعاً كبيراً من قبل زملائه للانضمام إلى أحد الأندية الرسمية بعدها بسبب مهاراته الكبيرة.
بعدها استطاع راضي الانضمام لنادي "الميثاق"، الذي كان ينافس ضمن الدرجة الثانية، ليلتحق فيما بعد بشباب فريق القوة الجوية في عام 1982، والذي شهد بداياته الحقيقية للانتشار جماهيرياً رغم حقيقة أن النادي لم يكن يمنح الفرصة الكاملة للاعبين الشباب، وهو ما دفعه للرحيل بعد نحو موسمين إلى الزوراء.
ومن بين أكثر من 100 متقدم للعب في الزوراء استطاع شنيشل إقناع أنور جسام مدرب الفريق حينها ومساعده الراحل علي كاظم بقدراته الكروية، مما فتح له باب القبول والانضمام برفقة لاعبين كبار أمثال فلاح حسن وعادل خضير ونوار حسين وعبد الأمير ناجي، ليحلق مع "النوارس" لقرابة 8 سنوات كاملة.
ورحل شنيشل عن الزوراء نهاية موسم 1990-1991 بعد الفوز بالدوري العراقي، متجها لفريق القوة الجوية الذي بقي معه لعامين نصف، ليبدأ بعدها مسيرته الاحترافية، التي شملت أندية الغرافة القطري (الاتحاد سابقاً)، والشارقة الإماراتي، ثم السد القطري وبعده مواطنه قطر الذي أنهى فيه مسيرته الاحترافية.
وبعد مسيرته الحافلة كلاعب بدأ شنيشل مشوار التدريب مع فريق القوة الجوية عام 2007، قبل أن ينتقل إلى الزوراء والعديد من الأندية الأخرى، وصولاً إلى المنتخبين الأولمبي والوطني.
وعلى صعيد منتخب العراق، تلقى شنيشل أول دعوة إليه من شيخ المدربين عمو بابا عام 1987 للمشاركة في كأس آسيا بماليزيا قبل أن يؤدي انسحاب أسود الرافدين من البطولة لضياع الفرصة الذهبية.
وكانت انطلاقة شنيشل الدولية في عام 1988 من بوابة منتخب الشباب الذي شارك في تصفيات كأس آسيا للشباب التي جرت في المالديف وتصدرها بجدارة، قبل أن ينضم في العام ذاته لصفوف المنتخب الأول الذي توج ببطولة كأس العرب بالأردن للمرة الرابعة على التوالي.
وفي نهاية عام 1988 قاد شنيشل منتخب الشباب للفوز بكأس آسيا تحت إشراف المدرب أنور جسام، قبل أن يقوده عام 1989 للتأهل إلى دور الثمانية بمونديال الشباب في السعودية، حيث تمكن من تسجيل هدف الفوز في مرمى الأرجنتين من ركلة جزاء.
عن تلك الرحلة الكبيرة، تحدث راضي شنيشل في مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، ملقيا الضوء على الكرة العراقية بين الأمس واليوم، ولماذا لم تعد تفرز نجوما كبارا خلال الفترة الأخيرة على غرار ما كان يحدث في الماضي الذي كان مزينا بالعديد من البطولات والألقاب.
الكرة العراقية بين الماضي والحاضر
بدأ راضي شنيشل حواره مع "العين الرياضية" بالتأكيد على أن جيله تعرض للظلم بسبب الظروف التي عاشها العراق حينها، حيث قال: "جيلنا ظلم ولم ينل ما يستحق بسبب الظروف التي عاشتها البلاد إبان الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، وما سبقه من حرب".
ولفت إلى أنه خلال الفترة التي ظهر فيها في بداياته الكروية "كان هناك نجوم كبار تزاملوا معه ومع الكثير من لاعبي جيله، وتمكن هو وزملائه من الاستفادة من حضورهم واكتساب خبرات ومهارات وقدرات باللعب جنبا إلى جنب معهم".
وعن أسباب ظهور هؤلاء النجوم حينها قال: "كان التخطيط والتهيئة والخطوات المدروسة سببا في ظهور أسماء ونجوم كبار في سماء الكرة العراقية، استطاعوا حصد الكثير من الألقاب المهمة على المستويين الدولي والقاري".
وبشأن الكرة العراقية بين الأمس واليوم، أوضح شنيشل أنه "سابقاً كانت هنالك بناءات صحيحة تهتم بصناعة النجوم منذ نعومة أظفارهم، والبحث عن المواهب ورعايتهم وتهيئتهم لاحقاً للالتحاق بأندية الدرجة الأولى وتمثيل البلاد دولياً".
ويضيف: "أما اليوم فقد غابت تلك المسارات، وتعثرت قنواتها، مما انعكس على تراجع كبير في مستوى الكرة العراقية وطبيعة التمثيل والمنافسة خصوصاً خلال العقد الأخير".
واستدرك بالقول: "لا يمكن ان نفكر في الارتقاء ودفع المشهد الكروي في العراق إلى الامام دون أن يكون هنالك دوري للفئات العمرية، وهي المسابقة التي اعتدنا عليها ونشأنا وغيرنا من الأسماء من خلالها".
وواصل: "بعض اللاعبين يصلون اليوم إلى المنتخب وما زالت أدواتهم غير مكتملة، ويفتقرون للكثير من الدراية والخبرة اللازمة لشغل تلك المهمة".
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز