بالفيديو.. طلاب مصريون يصنعون سيارة بالطاقة الشمسية للمقعدين
طلاب مصريون يصنعون سيارة بالطاقة الشمسية للمقعدين ويحلمون بأول مصنع سيارات مصري في هذا المجال
خلف باب حديدي أسود كبير، لم يكن يتصور المهندس "أحمد عادل" ورفاقه أن مشروع تخرجهم سيكون محط أنظار مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية، وأن كليتهم القابعة شرقي العاصمة القاهرة، ستصبح بين ليلة وضحاها، مكانًا يرتاده الجميع بحثًا عن سيارتهم، التي يحلمون بأن تكون بداية لأول مصنع سيارات بالطاقة الشمسية للمقعدين.
وعلى بعد أمتار من معمل "ميكانيكا الموائع"، بكلية هندسة المطرية، يعرف الطلاب من مختلف الأقسام سيارة زملائهم في قسم الهندسة الميكانيكية، القابعة هناك في مقدمة مشروعات تخرج أخرى، لكنها أكثرهم صيتًا وشهرة، إذ تعالج مشكلة نحو مليون مصاب بشلل جزئي أو كلي، إلى جانب 259 ألف مصاب بفقد إحدى ساقيه أو كليهما.
"Disable Power Trike" أو عربة المقعدين الثلاثية، كما يحب مصمموها تسميتها، عبارة عن سيارة أكبر من التوك توك (وسيلة مواصلات شعبية)، تعمل بالطاقة الكهربائية والشمسية للمُقعدين، وتبلغ سرعتها ل 55 كم/ساعة، كما تتمتع بنظام طوارئ في حال حدوث قطع في الكهرباء أو نفاذ البطاريات، بحيث يستطيع المُقعد تحريكها بطريقة يدوية.
3 عجلات تحقق حلم المقعدين
وعن فكرة المشروع، يقول المهندس أحمد أشرف، أحد فريق عمل مشروع سيارة المقعدين، لبوابة "العين" الإخبارية: في البداية بحثنا عن الفئة التي يمكن أن نخدمها ونساعدها من خلال دراستنا، ووجدنا أننا يمكننا مساعدة المقعدين، لأن المجتمع لا يقدم لهم الخدمات الكافية التي تسمح لهم بالتحرك بأريحية.
يكمل الفكرة، زميله بنفس الفريق، محمد عطا: كنا لا نرغب في عمل مشروع تقليدي، أو مشروع للتخرج فحسب، فكرنا كيف يمكننا خدمة بلادنا، لهذا اخترنا فئة المقعدين خاصة أن الخدمات التي تقدم لهم بسيطة ومهمشة تقريبًا، فعادة ما يتحرك المُقعد بمقعد ميكانيكي عادي، عبر تحريكه بيده، أو باستخدام مقعد كهربائي.
يتابع الشاب العشريني: المقاعد الميكانيكية تشعر المقعد بعجز أكبر من عجزه، أو الكهربائية فلا يستطيع التحرك بسرعة أو الذهاب لمسافات بعيدة سواء للدراسة أو العمل.. وبخلاف المقاعد الميكانيكية أو الكهربائية، هناك السيارات المعُدلة التي تناسب المقعدين، ويمكن قيادتها بالأيدي لكن أسعارها غالية، كما أن الحصول على التصاريح اللازمة لقيادتها صعبة.
التصميم والتمويل
وحول أهم الصعاب التي واجهت الطلاب، يقول عطا: أكثر ما كان يشغلنا هو تصميم أجزاء السيارة ثم كيفية الحصول على التمويل، لذا عرضنا الفكرة على أكثر من مؤسسة وجهة ورحبوا بالفكرة، وفي مقدمتهم الهيئة العربية للتصنيع والتي نجحنا في تصنيع الجزء الداخلي للسيارة بها بسعر مدعم.
جانب آخر من الصعاب لخصه أحمد عادل، قائد فريق مشروع سيارة المقعدين، لبوابة "العين" الإخبارية: واجهتنا مشاكل كثيرة في البداية، فمثلًا كثير من المكونات الخاصة بالمشروع لم تكن متوفرة، كالموتور ووحدة التحكم فقمنا بشرائهم من الخارج، المشكلة الثانية كانت في العثور على مصنع يتبنى تصنيع جميع الأجزاء.
يتناول قائد الفريق مشكلة أخرى فيقول: واجهتنا مشكلة التصميم أيضًا، لأن الفكرة لم تكن متاحة من قبل فلم يكن هناك مراجع، أو التوصيلات نفسها التي بدأنا تنفيذها على برامج هندسية، ومعرفة هل المواد ستتحمل أو لا، وكيف سيكون الأداء، حتى أننا تواصلنا مع آخرين عبر شبكة الإنترنت.
يكمل عادل، بينما هو يُلمع زجاج السيارة، مشيرًا إلى إحدى القطع: أول قطعة استغرقت من 3 إلى 4 أشهر ونصف.. أول ما بدأنا نصنع كل جزء ونلحم كل جزء ويظهر الشكل أمامنا، لم نصدق أنفسنا.. وبعد ما التصميم بدأ يتحرك ولم نكن حينها قمنا بتركيب العجل والموتور شعرنا بفرحة لا يضاهيها فرحة أخرى.
*حلم ما بعد التخرج
ساعات وأيام وأشهر، قضاها الطلاب التسعة ومعهم زميلتان، داخل أروقة كليتهم، للعمل على مشروع السيارة، حتى أنهم بعد الانتهاء من المشروع والحصول على النتيجة قرروا العمل على تصميم جديد ليكون أداء السيارة أفضل، وأكثر حداثة واستقرار، فبحسب عادل، فإن نموذج السيارة أولي.
وبلغت تكلفة النموذج الأولي، 28 ألف جنيه، وهو رقم يعتبره الطلاب كبير بالنسبة للرقم المستهدف وهو 15 ألف جنيه، موضحين في الوقت نفسه أنهم يستهدفون الحصول على مزيد من الدعم من رجال أعمال ومؤسسات حكومية، حتى يتمكنوا من تحقيق حلمهم في إنشاء أول مصنع سيارات مصري للمقعدين.
ولجأ الطلاب، خلال فترة مشروعهم إلى دراسة ميدانية، لاستطلاع أراء المقعدين، الذين عبروا عن قدرتهم على التحرك لمسافات كبيرة وكذلك التحكم في السيارة، أفضل من الكرسي الكهربائي، بحسب الفريق.
يقول قائد الفريق: من الدراسة الميدانية اكتشفنا أن هناك متطلبات لبعض المقعدين يمكننا تنفيذها في التصميمات التالية، والتي نحلم أن تكون بداية لأول مصنع سيارات للمقعدين بأيادي مصرية، ونحن بالفعل لدينا إمكانيات للقيام بذلك.. كل ما ينقصنا الدعم .. أما الحلم فهو لدينا.
وفي مصر، يبلغ عدد المعاقين، وفق آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (حكومي)، نحو 7 ملايين شخصٍ، غير أن منظمة الصحة العالمية تقول إنهم يتراوحون من 10 إلى 12 مليون مصابًا.