الكارديجان والجنرال وكوكو شانيل.. قصة "قطعة ملابس" غيّرت عالم الموضة
أول سترة صوفية معدة للبيع صنعتها كوكو شانيل التي أرادت ابتكار ملابس مريحة للارتداء بدلا من السترات ذات التصميم الرجالي المعتاد.
تربّع الكارديجان أو السترات المفتوحة على عرش أحدث صيحات الموضة في الأعوام الأخيرة.
وظهرت قطعة الملابس المريحة والأنيقة متعددة الاستخدامات والتصميمات، ذات العلامات التجارية الفاخرة، في منتصف القرن التاسع عشر، وغيّرت أسلوب الموضة على مر السنين.
وفي خريف 2020 يعود كارديجان الكاشمير الفاخر للظهور مع صوف الأنجورا الناعم بطراز إيفي ليج Ivy League نمط الملابس الرجالية الذي كان شائعاً في أواخر الخمسينيات في شمال شرق الولايات المتحدة.
وكان الكارديجان قادراً على ترسيخ نفسه في عالم الموضة في رحلة طويلة بدأت بتاريخ عسكري في منتصف القرن التاسع عشر، وفقاً لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
اشتق اسم الكارديجان من جنرال الجيش البريطاني جيمس توماس برودينيل، المعروف أيضاً باسم إيرل كارديجان السابع.
ليس من المؤكد ما إذا كان القائد العسكري قد ارتدى تصميمات الكارديجان في المعركة أما لا، لكن المؤكد أنه كان شديد الاهتمام بمظهره، وبظهور كتيبته بزي رسمي جديد فاخر، وأنه هو الذي نشر قطعة الملابس هذه في النصف الثاني من عام 1800.
ويُنسب الفضل في انتشار السترات بالأزرار أو الكارديجان للنساء في عشرينيات القرن الماضي، إلى مصممة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل، التي يقال إنها كانت تفضل سترة بأزرار لأنها لم تعجبها الطريقة التي تفسد بها البلوفرات التقليدية شعرها عندما ترتديها.
وصنع أول نموذج من سترة صوفية معدة للبيع من قبل كوكو شانيل التي أرادت ابتكار ملابس مريحة أكثر للارتداء بدلاً من السترات ذات التصميم الرجالي المعتاد.
وكانت رغبتها هي تصميم سترة الكارديجان من منظور مادموزيل أو أنثوي، أي قطعة متعددة الاستخدامات وسهلة الارتداء لجميع النساء.
ومن الأربعينيات فصاعداً، أصبحت سترة الكارديجان متاحة للجميع، النساء العاملات وطلاب الجامعات الأمريكية، حتى تحولت إلى قطعة ملابس مريحة يمكن ارتدائها داخل وخارج الحرم الجامعي.
وصلت اللمسة المثيرة (مزيج من أسلوب الجرونج أو البوهيمي أو الروك والأسلوب الرجالي المعاصر للغاية) في التسعينيات، إذ أصبحت سترة الكارديجان، قطعة في خزانة ملابس تاريخ موسيقى الروك ترتديها المغنيات ومؤلفات الموسيقى مثل البريطانية بيجاي هارفي والأمريكيتين كورتني لوف وفيونا آبل، جنبا إلى جنب مع الفساتين وبناطيل الجينز.
وارتداها أيضاً مغني الروك الشهير الراحل كورت كوباين خلال الحفل الأسطوري للحفل المباشر Unplugged MTV في نيويورك عام 1993 والذي أصبح أغلى كارديجان في العالم، إذ بيع في مزاد في أكتوبر/تشرين الأول 2019 مقابل 334 ألف دولار.
وأعادت كيت ميدلتون فرض سترة الكارديجان كملابس أنيقة يمكن لسيدات العائلة المالكة البريطانية الظهور بها على الساحة، فهي لا ترتديها فقط بأزرار كاملة بأسلوب رسمي خلال المناسبات الرسمية، بل تمكنت أيضاً من خطف الأنظار بالقطعة المميزة التي ارتدتها على الفستان الثاني لحفل زفافها.
وكانت هذه القطعة مصممة من صوف الأنجورا الأبيض، من توقيع سارة بيرتون، خلال حفل الاستقبال في قصر باكنجهام بعد مراسم الزفاف.
وإضافة إلى دوقة كامبريدج، فإن أليكسا تشونج ونعومي كامبل ولانا ديل راي غالباً ما يكملن إطلالاتهن الأنيقة والعصرية بسترة صوفية، ينسقناها مع التنانير القصيرة والبناطيل القصيرة فوق الركبة (الشورت)، وبحرية كبيرة حتى مع الأحذية ذات الكعب العالي والنعال.
وتنافست دور الأزياء الإيطالية العالمية في تصميمات الكارديجان على مدار الأعوام، ومن أبرزها، دار ميو ميو وفيرساتشي وبرادا وميسوني ومصمم الأزياء الإيطالي كريستوفر كان.