"العين الإخبارية" داخل غرفة العناية المركزة لضحية تحدي "تيك توك" في مصر: هل ينجو من الشلل؟
كلمح البصر، انقلبت حياة المراهق المصري أحمد خالد رأسًا على عقب، فتحولت لحظة مرح عابرة إلى مدخل لشقاء، لا يعلم الأطباء حتى اللحظة مداها.
فخلال مزاحه مع أصدقائه عقب انتهاء يومهم الدراسي، خاض المراهق وزملاؤه تحديا، تابعوه عن كثب عبر تطبيق "تيك توك"، وفيه يقف عدد من الأشخاص في صفين متوازيين، وفي المنتصف فرد، يجتمع حوله المصطفون لإلقائه في الهواء، حتى يتركوه يسقط أرضا اختبارا لقوة تحمله.
بالفعل، تقدم "خالد" إلى هذا التحدي بخطى ثابتة، وما إن قذفه زملاؤه إلى الهواء، حتى سقط بشكل مأساوي على رقبته، في مشهد فُجع به مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، عقب تداول هذه اللحظة الأليمة خلال مقطع فيديو.
يبلغ المراهق المصري من العُمر 13 عاما بحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام محلية، وعانى جراء خوضه لهذا التحدي من شلل لا يستطيع بموجبه تحريك أطرافه.
من جانبها، بادرت الصفحة الرسمية للمدرسة، التي ينتمي إليها "خالد" في منطقة العبور بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى دعم المراهق عبر "فيسبوك"، فطلبت من المستخدمين الدعاء له بالشفاء العاجل، نافيةً بشكل قاطع شائعات وفاته، وسط غموض يحيط بحالته.
تفاصيل الحالة
للوقوف على حقيقة الحالة الصحية للمراهق المصري، تواصلت "العين الإخبارية" مع طبيب، طلب عدم ذكر اسمه لحرج موقفه، روى ما جرى بدايةً اللحظات الأولى من استقبال "خالد" بالمستشفى، والإجراءات التي تم إسعافه من خلالها، إلى أن بات يخضع للملاحظة داخل غرفة العناية المركزة.
يقول الطبيب إنه جرى استقبال المراهق بقسم الطوارئ، وعلم حينها أن "خالد" يعاني من آلام في الرقبة ولا يستطيع تحريك يديه أو ساقيه: "توقعنا أن يكون هذا بسبب حادث مروري، لكن فوجئنا بأنه كان يلعب مع أصدقائه".
تابع الطبيب: "أجرينا له الأشعة اللازمة، ووجدنا كسرًا في فقرة من الفقرات العنقية، أثر بطبيعة الحال على النخاع الشوكي، وجعله لا يحرك يديه أو ساقيه، حتى خضع لتدخل جراحي، جرى خلاله تثبيت الفقرات وتوسيع القناة العصبية".
يقيم "خالد" حاليًا داخل غرفة العناية المركزة، على أن يخرج منها فور تحسن حالته بحسب الطبيب، الذي كشف: "حالته حاليًا مستقرة وإن شاء الله يتماثل للشفاء".
بسؤاله عن إمكانية تحريك المراهق لأطرافه من جديد، أجاب الطبيب: "لا يوجد شيء بعيد عن إرادة الله، لكن الموضوع صعب شوية".
سر إقبال المراهقين على أخطر التحديات
رغم احتمالات تعرضهم للأذى، لا يمانع صغار السن والمراهقون خوض أخطر التحديات، التي تظهر دون مقدمات وتلقى رواجًا واسعًا عبر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الأمر، أرجعه الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إلى امتلاك المراهقين روحا تنافسية عالية، وحبا كبيرا للظهور الدائم: "بالتالي أي شيء جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقلدونها".
أوضح "فرويز"، لـ"العين الإخبارية"، أن وجود جسر للتواصل بين الأسرة وأبنائها هو أنسب حل لحماية المراهقين من المشاركة في مثل هذه التحديات الخطرة، وهو ما يضمن إسداء الوالدين النصح للصغار حتى يتشكل عندهم الوعي: "المراهق هنا سيحكي ما يتعرض له عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأبويه".
نوه استشاري الطب النفسي إلى أن غياب التواصل وظهور الخلافات داخل المنزل وعدم وجود الأب، من شأنه دفع الأبناء إلى عزلة، يسعون فيها لتعويض النقص والحرمان العاطفي الذي يشعرون به.
طرق للسيطرة على محتويات "تيك توك" الخطرة
استكمالًا لما سبق، أكد المهندس محمد الحارتي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، على دور الأسرة في تتبع سلوكيات الأبناء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومراقبة ما يتصفحونه من محتويات يتعرضون لها، وهذا في ظل اعتبار "تيك توك" كأكثر تطبيق يحتوي على تحديات خطرة لا يمكن منع عرضها.
كشف "الحارتي"، لـ"العين الإخبارية"، أنه يمكن لولي الأمر ربط حساباته الشخصية بحسابات ابنه، حتى يتمكن من متابعة ما يشاهده عبر مختلف التطبيقات، ومن ثم تقويم سلوكه: "منصات التواصل هدفها الحصول على مستخدمين جدد والحفاظ على تواجد الشباب، من خلال أدوات تمكنهم من صناعة محتوى يشتمل على تحديات تضمن إبقاءهم يتصفحون المنصة لأطول فترة، وبالتالي (تيك توك) لن توقف مثل هذه الأمور".
يمكن تحقيق ما سبق من خلال استخدام تطبيق "فاميلي لينك" الخاص بغوغل للأجهزة العاملة بنظام أندرويد، ومنه يمكن للأب فتح حساب لنجله وربطه ببريده الإلكتروني وفق "الحارتي"، الذي أردف: "نفس الحال بالنسبة لنظام IOS، فيمكن التعامل مع التطبيق عن طريق ICloud".
يضمن تطبيق "فاميلي لينك" للأب مراقبة تصرفات نجله، ومتابعة التطبيقات التي يتصفحها، وعدد الساعات التي يقضيها بحسب تنويه استشاري تكنولوجيا المعلومات.
كما يمكن اللجوء لنظام MDM بحسب "الحارتي": "يضمن للأب تحكمه في هاتف الابن بأسلوب ما، وهي طريقة رقابية صارمة".
أما الحل الأخير فيتمثل في تغيير إعدادات جهاز الراوتر وفق إشارة "الحارتي"، فيمكن من خلال هذا الإجراء حجب بعض المواقع من شبكة الإنترنت المنزلي، وحرمان هاتف الابن من استعمال الإنترنت لفترة محددة حال رغبة ولي الأمر في معاقبته.
وزارة الداخلية المصرية تتفاعل مع الواقعة
يُذكر أن وزارة الداخلية المصرية تفاعلت مع واقعة إصابة المراهق أحمد خالد، فأصدرت بيانًا عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، كشفت خلاله أن والد الطالب قد حرر إقرارًا كتابيًا للمستشفى الذي يُعالج فيه نجله، بعدم رغبته في إبلاغ الأجهزة الأمنية أو تحرير محضر بالواقعة.
وكشفت الوزارة أن الجهات المعنية استدعت 3 من زملاء "خالد"، وأيدوا ما جاء بفحص الجهات الأمنية لمقطع الفيديو المتداول، موضحين أن 5 آخرين كانوا رفقتهم، وهو ما أكد عليه والد المصاب، ولم يوجه اتهاما لأحد.
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg جزيرة ام اند امز