كارلا حداد مارديني.. سنوات من العطاء للعمل المجتمعي
اتخذت من قضية حماية الأسر والحفاظ على حقوق المرأة والطفل أولوية، سعت إلى خدمتها عبر عدد من المناصب التي شغلتها..
هذه الجهود، واستمرار العطاء دون انقطاع لخدمة هذا الهدف، وصل باللبنانية كارلا حداد مارديني لشغل منصب مديرة قسم جمع التبرعات الخاصة والشراكات في اليونيسف بجنيف، في يناير/كانون الثاني من عام 2021.
قبل وصول "كارلا" إلى هذه المحطة قطعت مشوارا طويلا مكّنها من بلوغ هذه الدرجة، فهي حاصلة على ليسانس الآداب في الفلسفة والعلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في بيروت.
وُلدت "كارلا" ونشأت في العاصمة اللبنانية، وتحمل الجنسية السويسرية إلى جانب جنسيتها الأم، وتتقن التحدث باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
لم تتوقف شهية "كارلا" عند حد الليسانس، فحصلت لاحقا على درجة الماجستير في مجال الأدب المقارن من كلية دارتموث، كما حصلت على نفس الدرجة في مجال العلاقات الدولية من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس بالولايات المتحدة الأمريكية، وخلال الرسالة الأخيرة ركزت على التفاوض الدولي والوساطة وحل النزاعات.
هذه المعطيات هيأت "كارلا" لخدمة المجتمع المدني، فعملت على مدار 17 عاما في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشغلت منصب رئيسة قسم تعبئة الموارد، وقادت علاقات المانحين وجمع الأموال والشؤون الحكومية.
بانضمامها لاحقا إلى اليونيسف، تولت "كارلا" منصب المتحدث الرسمي الأول ورئيس قسم الاتصال العام، كما قضت سنوات في تغطية برامج الحماية والروابط الأسرية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وخدمت في كردستان وبغداد في العراق بآسيا، إضافة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا في أفريقيا.
وفي الفترة بين عامي 2018 و2021 عملت "كارلا" مديرة لشعبة الشراكات العامة في اليونيسف بنيويورك، وقادت تعبئة موارد المنظمة من القطاع العام، كما أشرفت على مشاركتها مع البعثات الدائمة والحكومات في الشؤون المتعددة الأطراف في المجال الحكومي الدولي.
هذا، وتشرف "كارلا"، التي تشارك في القمة العالمية للحكومات في دبي، الإثنين، ضمن جلسة "المستقبل القادم للتعليم.. نحو منهجية تعليمية مرنة"، على التنسيق والتخطيط الاستراتيجي والحوكمة مع 33 لجنة وطنية تابعة لليونيسف، بخلاف جهودها في الدفاع عن حقوق الطفل، والتواصل، وجمع الأموال، حتى باتت "تقود استراتيجية المنظمة العالمية للاستفادة من القطاع الخاص لتوليد دخل مستدام لليونيسف ودفع الشراكات للأطفال في جميع أنحاء العالم" بحسب إشارة المنظمة عبر موقعها الرسمي.
المهام السابقة، تمكن "كارلا" من التواصل مع عامة الناس من داعمي المنظمة والجهات المانحة، إلى جانب مختلف المؤسسات والأعمال التجارية، بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأطفال.
خلال كلمتها بفعالية انطلاق مبادرة "Clé de Peau Beauté" السنوية الثانية لدعم اليونيسف، في عام 2021، والخاصة بزيادة فرص دمج الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قالت "كارلا": "كل فتاة تستحق أن تكبر في عالم مليء بالفرص وأن تعيش حياة سعيدة".
استدركت: "ملايين الفتيات حول العالم محرومات من هذه الفرصة، بدون إمكانية الالتحاق بالمدرسة أو الحصول على الموارد، فهن محرومات من فرصة المشاركة في المجتمع على قدم المساواة".
وسلطت "كارلا" حينها جهود اليونيسيف في مجال تنمية مهارات الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتقنيات الرقمية وريادة الأعمال الاجتماعية، مشيرةً إلى أن 600 مليون مراهقة ستشكلن أكبر جيل من القيادات النسائية بحسب قولها.