«ملكات الكارتيل».. وجوه لامعة تخفي عالم الجريمة في أمريكا اللاتينية
وجوه جذابة تلمع على منصات التواصل، لكن خلف البريق تختفي نساء يرتبطن بعصابات المخدرات، يجمعن بين الرفاهية والعنف في عالم الجريمة.
تبدو فتيات أمريكا اللاتينية في الصور بملامح أنيقة، شفاه ممتلئة، حواجب مرسومة بعناية، ومكياج متقن، وكأنهن يسعين لصدارة الشهرة عبر الشبكات الرقمية. إلا أن هذه الصور ليست ترفًا أو محتوى عاديًا؛ إذ تكشف عن جيل جديد يعرف باسم «ملكات الكارتيل»، وهن نساء يظهرن بأسلوب يوحي بالترف، بينما يرتبطن فعليًا بتنظيمات المخدرات والجريمة المنظمة اللامعة في الصور والمخضبة بالدماء في الواقع. وتعرض حساباتهن حقائب فاخرة، وسيارات باهظة، وأسلحة لامعة تدمج بين الاستعراض والقوة.
كارينا أبونديس.. «لا تشاكي» التي تحولت إلى أيقونة تحت الرصاص



كارينا أبونديس، المعروفة بلقب «لا تشاكي»، شابة في العشرينيات، ظهرت على مواقع التواصل بوصفها عارضة أزياء ذات أسلوب مغرٍ، ترتدي ملابس مصممة وتلتقط صورًا بجوار سيارات فارهة. لكنها كانت تدير في الخفاء نشاطات تابعة لكارتيل الخليج، ويُعتقد أنها كانت على صلة بأحد قادة التنظيم. كانت تتباهى بأسلحتها، وتلتقط صورًا وهي تحمل بنادق وتجوب بسيارات فاخرة. عام 2019، تصدرت المشهد بسبب شائعات عن تزوير وفاتها خلال صراع داخلي داخل الكارتيل، لكن موتها الحقيقي وقع لاحقًا خلال مواجهة مسلحة مع الشرطة على الحدود الأمريكية–المكسيكية. وبمقتلها، تحولت إلى نموذج لنساء يعشن حياة الكارتيل أمام الكاميرا ويدفعن ثمنها مبكرًا.
«لا كاترينا».. وشم الموت وسلاح ذهبي في قلب كارتيل جاليسكو

ماريا غوادالوبي لوبيز إسكيفيل، المعروفة بـ «لا كاترينا»، صعدت داخل كارتيل جاليسكو الجديد (CJNG)، أحد أخطر التنظيمات في المكسيك. حملت لقبها بسبب وشم يجسد «عزرائيل» على فخذها، كانت تستعرضه بإغراء واضح. ارتبط اسمها بعمليات اغتيال، وابتزاز، ومجزرة مروعة أودت بحياة 13 شرطيًا في إل أغواخي عام 2019. وتشير تقارير إلى أنها بدأت مسارها داخل التنظيم عبر ارتباطها بأحد قادة العصابة المعروف باسم M2. كانت تظهر بأسلوب فاخر، وسلاح ذهبي يميزها، لكن مشاهدها الأخيرة جاءت عبر مقطع مصور يظهر إصابتها برصاصة في العنق في يناير/كانون الثاني 2020، وهي تصارع للبقاء حتى لفظت أنفاسها في سن 21 عامًا.
إيما كورونيل.. زوجة «إل تشابو» بين الرفاهية والسجن

إيما كورونيل إيسبورو، زوجة بارون المخدرات الشهير خواكين «إل تشابو» غوزمان، وملكة جمال سابقة، جسدت نمطًا فخمًا يُعرف باسم «بوشونا»، ما جعلها نموذجًا مغريًا لجيل كامل من الشابات. امتلأت حساباتها بصور من رحلات فاخرة، ومطاعم راقية، وموضة منتقاة بعناية. كما أطلقت خط أزياء خاصًا بها، وظهرت في برنامج تلفزيون الواقع «Cartel Crew». غير أن مسارها تبدل عندما أُدينت عام 2021 بالمشاركة في تهريب المخدرات ودعم نشاطات زوجها، حيث حُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات. ويرى متخصصون أن صورتها التي بدت محصنة ومنيعة أسهمت في تعزيز حضورها كأحد أبرز رموز ثقافة عالم المخدرات.
«لا مونياكا».. جمال يخفي وجه الاغتيالات


كارين خولييث أوخيدا رودريغيز، المعروفة بـ «لا مونياكا» (الدمية)، صعدت داخل عصابة «لوس دي لا إم» الكولومبية حتى أصبحت نائبة لزعيمها وهي في الثانية والعشرين فقط. سمح لها جمالها بإخفاء دورها الحقيقي، إذ تشير التحقيقات إلى أنها كانت تصدر أوامر بالقتل وتشارك في تنفيذ الاغتيالات. اعتُقلت في ديسمبر/كانون الأول، أثناء ارتدائها ملابس بسيطة، وظهر وجهها بلا تعبير، ليتحول فيديو القبض عليها إلى مادة واسعة التداول. واتُهمت الشرطة لها بالتخطيط لقتل شريكها السابق، مما رسخ صورتها بوصفها نموذجًا معاصرًا لامرأة داخل عالم الكارتيل دون أن تسعى للشهرة الرقمية.
جيمينا نارافارو.. DJ وواجهة فاخرة لعصابات فنزويلية

جيمينا رومينا أرايا نارفارو، الشهيرة بـ «روسيتا»، عارضة فنزويلية وDJ، ظهرت بهالة لامعة على إنستغرام من خلال صور للفنادق، والمجوهرات، والسيارات الفاخرة. لكن السلطات الأمريكية فرضت عليها عقوبات بتهمة دعم عصابة «ترين دي أراواغا» العنيفة، إذ تتهمها بالمساعدة في تمرير أموال العصابات وتوفير غطاء اجتماعي لقياداتها. رغم ذلك، ما تزال حساباتها تعكس عالمًا مثاليًا، دون أن تظهر أي إشارة إلى التهم التي تلاحقها. ويرى متخصصون أن هذه الصورة الرقمية تشكل وسيلة مؤثرة في جذب جيل جديد نحو عالم يستهوي الشباب عبر المال السريع والمظاهر الخادعة.
أصبحت هؤلاء النساء نماذج حديثة للجريمة المنظمة، يجمعن بين سحر الصورة وقسوة الواقع، وبين إغراء الرفاهية والعنف المسلح. قد يختفين بالموت أو السجن، لكن الصور التي تركنها على المنصات الرقمية تستمر أطول من مصائرهن، وتحوّل عالم الكارتيل إلى أسلوب حياة مرغوب لدى من يتابعهن دون معرفة ثمنه الحقيقي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز