انتخابات كتالونيا.. «الانفصاليون» يخسرون الأغلبية
خسرت الأحزاب الانفصالية التي حكمت كتالونيا لمدة 10 سنوات أغلبيتها في الانتخابات الإقليمية الأحد، مع تقدم واضح للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وبعد فرز 98% من الأصوات، تمكن حزب "معا من أجل كتالونيا" (JxCat) المتشدد بزعامة كارليس بوتشيمون، وحزب الإصلاح الدستوري المعتدل بزعامة الزعيم الإقليمي المنتهية ولايته بيري أراغونيس، وحزب اليسار الجمهوري الأصغر، من الحصول على 59 مقعدا فقط من مقاعد البرلمان الإقليمي البالغ عددها 135 مقعدا، أي أقل بكثير من 68 مقعدا اللازمة لتشكيل أغلبية.
وحصل الاشتراكيون الكتالونيون بقيادة سلفادور إيلا على 42 صوتا، وهو ما يزيد قليلا على المتوقع في استطلاع للرأي نشر بعد انتهاء التصويت، ما يعني أنهم سيحتاجون أيضا إلى إقامة تحالفات لتشكيل أغلبية حاكمة.
رغم حصد الاشتراكيين غالبية الأصوات في الانتخابات الإقليمية السابقة لعام 2021، إلا أنهم لم يتمكنوا من تشكيل أغلبية، فيما وصل الانفصاليون إلى السلطة بائتلاف مكون من 74 مقعدا.
وأظهر فرز غالبية الأصوات الأحد حصول حزب "معا من أجل كتالونيا" على 36 مقعدا، وهي نتيجة أفضل من الانتخابات السابقة، بينما انخفض عدد مقاعد حزب الإصلاح الدستوري بشكل حاد من 33 إلى 20 مقعدا، وتراجعت أيضا حصيلة حزب اليسار الجمهوري إلى أربعة مقاعد فقط.
وفي رسالة نشرها عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، تويتر سابقا، هنأ سانشيز المرشح الرئيسي لـ"حزب كتالونيا الإشتراكي" سلفادور إيلا "على هذه النتيجة التاريخية التي تحققت في كتالونيا".وأضاف "نحن الاشتراكيون أقوى قوة مرة أخرى".
وأضاف سانشيز: "بداية من اليوم، بدأت مرحلة جديدة في كتالونيا من أجل تحسين حياة المواطنين، وتوسيع الحقوق وتعزيز العيش المشترك".
ومنذ أن أصبح رئيسا للوزراء في 2018 بعد نحو تسعة أشهر من المحاولة الفاشلة للانفصاليين في كتالونيا، عمل سانشيز على "التئام الجراح" التي تسببت بها الأزمة السياسية غير المسبوقة.
وأصدر في العام 2021 عفوا عن الذين سجنوا على خلفية محاولة الانفصال. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، دفع نحو إقرار قانون للعفو عن أولئك الذين ما زالوا مطلوبين، مقابل دعم الانفصاليين له بشكل يمنحه ولاية جديدة من أربعة أعوام في رئاسة الحكومة.
ولا يزال مشروع القانون أمام مجلس الشيوخ، ومن المقرر أن تتم المصادقة عليه خلال أسابيع. وسيتيح ذلك عودة بوتشيمون (61 عاما) الزعيم الذي قاد محاولة الانفصال، قبل أن يفر الى بلجيكا لتفادي الملاحقة القانونية.
ودفع العفو المثير للجدل المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة للنزول الى الشارع في احتجاجات ضخمة. وهي اتهمت سانشيز بالسماح للانفصاليين بأخذه "رهينة" للبقاء في السلطة.
بالنسبة إلى سانشيز، يعد إبعاد كتالونيا عن الانفصاليين الذين حكموا الإقليم لنحو عقد من الزمن، انتصاراً كبيراً في جهوده لطي صفحة الأزمة التي أشعلتها محاولة الانفصال. كما يسمح له بإعادة إطلاق ولايته التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني.
وطغت على الولاية الجديدة حتى الآن، تحركات المعارضة اليمينية المتطرفة، وتحقيق يطال زوجة سانشيز بشبهات فساد، لوّح بسببه باحتمال الاستقالة.
ورغم نيل الاشتراكيين أكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات الإقليمية الأخيرة في فبراير/شباط 2021، إلا أن مرشحهم إيلا فشل في جمع غالبية حاكمة، بينما شكلت الأحزاب الانفصالية ائتلافا من 74 مقعدا.
كان بوتشيمون يأمل في تحقيق أداء قوي في الانتخابات، بشكل يتيح له العودة منتصرا كزعيم إقليمي لكتالونيا بمجرد إقرار العفو.
وقال بوتشيمون في ختام حملته الانتخابية في جنوب فرنسا "دعونا نملأ صناديق الاقتراع بأوراق التصويت ونبدأ في التحضير لعصر جديد".
وخاض الزعيم الكتالوني السابق حملته الانتخابية في جنوب فرنسا على مقربة من الإقليم، نظراً لأنه غير قادر على دخول إسبانيا بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه ولا تزال نافذة.
وحاليا تعاني الحركة الانفصالية الكتالونية انقساما حادا، في ظل تباين بين "معاً من أجل كتالونيا" وحزب اليسار الجمهوري.