موقف إسرائيل المعلن من كتالونيا.. مراوغة وتقلب وضبابية
موقف إسرائيل من انفصال كتالونيا عن إسبانيا اتخذ عدة ألوان تختلف بحسب الرئيس الإسرائيلي ورئيس حكومته، بعكس الموقف من كردستان
فيما جاء الموقف الإسرائيلي واضحا من تأييد استفتاء انفصال كردستان العراق، اتسم بالمراوغة والتقلب بشأن كتالونيا.
فأمس الثلاثاء هاجمت الجمعية الوطنية (البرلمان) لإقليم كتالونيا، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلن، بقوة، ردا على تصريحاته خلال زيارته لإسبانيا والتي أبدى فيها رفضه لانفصال الإقليم.
وفي تغريدة بالعبرية قالت الجمعية إن "وزير الخارجية ورئيس الحكومة (الإسرائيلي) فقط يمكنه أن يعبر عن رأيه في الموضوع.. وظيفة الرئيس الإسرائيلي شكلية فقط".
وكان ريفلين قد قال خلال لقائه بالملك الإسباني فيليب السادس إنه يأمل انتهاء الأزمة حول استفتاء كتالونيا سلميا، وأكد أن "إسبانيا دولة موحدة بالنسبة لنا، وأنت أيها الملك تمثل هذه الوحدة".
وجاءت هذه التصريحات مختلفة نوعا ما عن موقف الحكومة الإسرائيلية؛ حيث سبق وأن قال ديفيد كيز المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، إن تل أبيب تنظر إلى قضية استفتاء انفصال كتالونيا على أنه "مسألة داخلية".
ولم يعلق نتنياهو نفسه على الأمر بالرغم من أنه علّق في وقت سابق بشكل صريح مؤيدا انفصال إقليم كردستان عن العراق.
والتواصل بين حكومة كتالونيا وتل أبيب، في شأن الاستفتاء بدأ مبكرا؛ حيث سبق في عام 2013 أن زار ر ئيس الحكومة في كتالونيا في ذلك الوقت أرتور ماس، إسرائيل، والتقى بالرئيس الراحل شيمون بيريز ، ووزير المالية يائير لابيد، وتحدث مع بيريز حول مساعي الإقليم لبناء دولة خاصة بها.
وفى عام 2014، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن قاضيا فى المحكمة العليا فى برشلونة قال إن إسرائيل وألمانيا قد تكونان "المفتاح للتمويل الأولي لدولة كتالونيا المستقلة".
وبرر الإعلام العبري ذلك بأن من مصلحة إسرائيل أن يكون لها دولة أكثر تأييدا لها من إسبانيا التي تبدي اعتراضها أحيانا على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل، جاء الموقف الإسرائيلي أكثر صراحة من إقليم كردستان إذ أعلن نتنياهو تأييده لإجراء الإقليم استفتاء الانفصال في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر" قال نتنياهو قبيل إجراء الاستفتاء: "بينما ترفض إسرائيل الإرهاب على جميع أشكاله، إنها تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به".