تجميد استفتاء كردستان.. هل تنفرج الأزمة مع بغداد؟
محللان استطلعت بوابة العين رأيهما حول خطوة التجميد.. اختلفا حول اعتبار الخطوة "تراجعا" من أربيل، أو كونها "حلا مُرضيا"
أثار إعلان إقليم كردستان تجميد نتيجة الاستفتاء الذي أجراه للانفصال عن العراق الشهر الماضي توقعات بحلحلة الأزمة مع العراق.
وطرح إقليم كردستان، اليوم الأربعاء، مقترحا على الحكومة العراقية من 3 محاور يتضمن "وقفا فوريا للاشتباكات وأي عمل عسكري في إقليم كردستان، وتجميد نتيجة الاستفتاء، والبدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور.
يأتي ذلك بعد تمكن القوات العراقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي، الأسبوع الماضي، من إحكام سيطرتها على عدد من المناطق المتنازع عليها مع أربيل مثل كركوك وديالي ونينوى وسط انسحاب من قوات البشمركة الكردية.
تراجع أم رغبة في الحل؟
محللان استطلعت بوابة "العين" الإخبارية رأيهما حول خطوة التجميد وتبعاتها، اختلفا حول اعتبار تلك الخطوة "تراجعا" من أربيل، أو كونها "حلا مُرضيا" للدخول في مفاوضات.
رجائي فايد، رئيس المركز المصري للدراسات الكردية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن إعلان أربيل تجميد نتيجة الاستفتاء الذي أجرته أواخر الشهر الماضي بمثابة "إعلان هزيمة وتسليم بالأمر الواقع".
ومختلفا معه، اعتبر مختار محمد غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن خطوة التجميد هي "خطوة مُرضية" من جانب أربيل للدخول في مفاوضات مع بغداد.
وتوقع غباشي أن يقبل العراق بتلك الخطوة من كردستان للوصول إلى حل وسط بين الطرفين يحلحل الأزمة عبر دخولهما في مفاوضات.
وعزز نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية ذلك بالإشارة إلى الموقف الدولي والإقليمي الذي يدعو الطرفين لحل الخلافات سلميا.
ومع دخول القوات العراقية لمدينة كركوك، أبرز المناطق المتنازع عليها مع أربيل، دعت أمريكا العراق وكردستان للتهدئة، وتنسيق التحركات العسكرية والإدارية، مع الإشارة إلى التزامها بعراق موحد وآمن وديمقراطي، في خطوة وصفها مراقبون بالتزام واشنطن الحياد بين طرفي الأزمة.
الرد العراقي
لم يتضح بعد رد الحكومة العراقية على بيان التجميد الكردستاني.
ولكن رئيس المركز المصري للدراسات الكردية توقع أن بغداد "ستطالب بإلغاء نتيجة الاستفتاء للدخول في مفاوضات مع أربيل". ومن ثم يستبعد فايد أن تكون خطوة التجميد كافية لإنهاء الأزمة.
وفي ظل الانقسام داخل البيت الكردي حول الاستفتاء وما آل إليه من خطوات تصعيدية من قبل بغداد والدول الإقليمية، توقع فايد حدوث تغييرات مهمة في منظومة الحكم الكردية.
فعقب انسحاب القوات الكردية من كركوك أمام الجيش العراقي، اتهمت الحكومة في أربيل قيادات كردية تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني بـ "الخيانة"، ما أبرز الخلاف الذي ظهرت بعض معالمه مع إصرار رئيس الإقليم مسعود بارزاني على إجراء الاستفتاء رغم معارضة بعض قيادات حزبه وحزب الاتحاد.
وعزا فايد تلك "التغيرات المهمة" إلى عدد من القرارات التي اتخذها الإقليم الفترة الماضية مثل تأجيل الانتخابات البرلمانية الكردية لمدة 8 شهور، ما يعني، وفقا لفايد، تعزيز سلطة البرلمان على حساب سلطات بارزاني.
واستبعد رجائي فايد لجوء البشمركة للاعتماد على القوة العسكرية في علاقاتها مع العراق، موضحا أنه "لا قبل للبشمركة بالوقوف أمام الجيش العراقي"، كما استبعد الأمر نفسه مع العراق في ظل الدعوات الدولية والإقليمية لإنهاء النزاع سلميا.