كورونا ليس مبررا للإفطار.. الصيام و"كوفيد -19" من منظور الدين
مجددا يأتي شهر رمضان متزامنا مع جائحة كورونا، ليعود الحديث عن رخصة الإفطار في زمن الجائحة.
وقبل بداية الشهر الكريم، عاد البعض للربط بين نصائح الصحة العامة، والتي تشير إلى أهمية تناول الماء في زمن الجائحة، وبين حرمان الصائم من هذه الميزة بسبب الصيام.
والماء بشكل عام مفيد للغاية لمناعة الجسم، حيث يساعد على تخلص الجسم من السموم، كما ينظم درجة حرارة الجسم وكثافة الدم، وتزداد هذه الأهمية في زمن الجائحة، لحاجة الجسم إلى المناعة القوية في مواجهة الفيروس، وهو ما دفع البعض إلى سؤال: هل تمنح جائحة كورونا رخصة للإفطار في شهر رمضان، خشية ان يتمكن الفيروس من الجسم، بسبب نقص الماء؟
منظمة الصحة العالمية استقبلت عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي هذا السؤال، ولم تنف بطبيعة الحالة أهمية المياه في الحفاظ على الصحة العامة، ولكنها شددت على أنه لا يقي من العدوى بكورونا.
وعلى ذلك، فإن الجائحة في حد ذاتها ليست مبررا للحصول على رخصة الإفطار في رمضان، فمجرد الخوف من المرض لا يعطي العذر في الإفطار، وهو ما لا ينطبق على الصلاة في المساجد، والتي يكون لها ضوابط في زمن الجائحة، خشية انتقال العدوى.
ويقول مسعود صبري، الباحث في الموسوعة الفقهية الكويتية، إن منع الصلاة في المساجد خشية انتقال العدوى، لا يعني بالضرورة الإفتاء برخصة الإفطار خشية الإصابة بالعدوى، لأن فتاوى الصلاة لا تنقض أصل العبادة، فلم يفت أحد بمنع الصلاة، بل كانت الفتوى هي الصلاة في البيت وليس في المسجد خشية الانتقال.
ويفرق صبري بين صنفين، صنف سليم صحيا وجسديا، ويخشى الإصابة، وهذا غير مرخص له بالإفطار، لأن التخوف من المرض وحده ليس كافيا لإباحة الفطر، وصنف آخر من أصحاب الأعذار الذين يتخوفون من الإصابة بالمرض، وهؤلاء يحق لهم الإفطار، لأنهم في الأساس يحملون رحصة للإفطار، مثل المسافر وأصحاب الأعمال الشاقة، الذين يصعب عليهم الصيام ولا مصدر للكسب لهم إلا ذلك، وكذلك كبار السن والحامل والمريض.