موسكو "تضع قدما" في أفريقيا وأمريكا ترد بـ"أصابع" في القوقاز

في صراع محتدم لا تزال حممه تمور تحت قشرة السياسة الدولية تسعى روسيا لكسب أراض جديدة في أفريقيا، فيما ترد الولايات المتحدة بالتقدم نحو خاصرة موسكو.
وعلى ما يبدو تأتي الرياح بما يشتهي الكرملين في القارة السمراء، لكن عثرات تواجهها في الدائرة الأقرب إلى حدودها في أوروبا وآسيا.
واليوم الأحد، قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إن سياسة بلاده بالاعتماد على روسيا فقط لضمان أمنها هو خطأ استراتيجي، لأن موسكو ليست قادرة على الوفاء بذلك، ولأنها بصدد تقليص دورها في المنطقة.
وأضاف، في مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية نُشرت اليوم، أن روسيا أخفقت في ضمان أمن أرمينيا في مواجهة ما قال إنه اعتداء من أذربيجان، فيما يتعلق بمنطقة ناغوني قره باغ المتنازع عليها.
ومنطقة ناغورني قره باغ تقطنها غالبية أرمينية، لكنها باعتراف دولي جزء من أذربيجان، وهي في صلب نزاع بين باكو ويريفان أشعل إلى الآن حربين بينهما.
ولروسيا علاقات قوية مع أرمينيا وأذربيجان، لكن التوترات المتواصلة بين البلدين وخسارة يريفان الجولة الأخيرة لا يبقيها مرتاحة في موقعها الحالي بالقرب من موسكو.
وأشار رئيس الوزراء الأرميني إلى أن موسكو، التي يربطها اتفاق دفاعي مع أرمينيا ولديها قاعدة عسكرية هناك، لم تعتبر بلاده موالية لها بما يكفي، وقال إنه يعتقد أن روسيا في طريقها للانسحاب من دورها في منطقة جنوب القوقاز.
وأوضح أن بلاده في ظل ذلك تحاول تنويع ترتيباتها الأمنية، في إشارة فيما يبدو لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومحاولاتها توثيق العلاقات مع دول أخرى في المنطقة.
وفي يوليو/تموز الماضي استضافت بروكسل مباحثات بين باكو ويريفان، قافزة بذلك على دور روسيا التاريخي في المنطقة.
ولطالما توسطت تاريخيا بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، لكن بروكسل وواشنطن نشطتا بشكل متزايد للتوسط بينهما مع تعثر موسكو المنشغلة بالعملية العسكرية في أوكرانيا.
في خريف 2020 رعت موسكو اتفاقاً لوقف النار على أثر حرب استمرت ستة أسابيع، أفضت إلى هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، مستعيدةً السيطرة على جزء من المنطقة ومحيطها.
وتعهّدت روسيا نشر قوات لضمان حرية التنقل بين أرمينيا وناغورني قره باغ، لكن يريفان تعتبر أن موسكو أخفقت في هذه المهمة.
وتنقلب الصورة جنوب البحر المتوسط، إذ تحقق روسيا تقدما على حساب أوروبا والولايات المتحدة في دول الساحل الأفريقي وتتوغل أكثر نحو عمق القارة، مع توالي فقدان زعماء تحالفوا لعقود مع الغرب مواقعهم في السلطة.
وقال باشينيان للصحيفة "البنية الأمنية لأرمينيا مرتبطة بنسبة 99.999 في المئة بروسيا، بما يشمل شراء الأسلحة والذخائر".
وتابع قائلا "لكن اليوم نرى أن روسيا نفسها تحتاج إلى الأسلحة والعتاد والذخيرة (بسبب الحرب في أوكرانيا) وفي هذا الموقف من المفهوم أن روسيا الاتحادية لن تتمكن من الوفاء باحتياجات أرمينيا الأمنية، حتى إذا رغبت في ذلك".
وقال "هذا المثال يجب أن يوضح لنا أن الاعتماد على شريك واحد فقط في الأمور الأمنية هو خطأ استراتيجي".
ولم يرد تعليق من موسكو بعد على مقابلة باشينيان.
واضطرت روسيا إلى تدخل خشن في أوكرانيا بعد نجاح الغرب في عقد تحالف مع كييف، كما يسعى حلف شمال الأطلسي لتمدد أكثر على حدود الخصم السابق خلال سنوات الحرب الباردة، ما يجعل الصراع على خارطة العالم على أشده.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز