الحذِر أم الغاضب.. من أنت في معركة المناخ؟

عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، يميل الناس إلى التصنيف بطريقة ثنائية صارمة: إما أن تكون مؤمنًا بالمناخ أو منكرًا له.

ترى عالمة المناخ والمؤلفة كاثرين هايهو الأمر بشكل مختلف. تقول هايهو إن تسميات "المؤمن" و"المنكر" مفرطة في التبسيط، وهناك مجموعة من المعتقدات حول تغير المناخ.

تقول هايهو: "إن كلمة منكر غالبًا ما يتم تطبيقها على الأشخاص الذين لديهم أسئلة، والذين ليسوا متأكدين، والذين سمعوا أشياء من أشخاص يثقون بهم، وهم غير متأكدين من يصدقون". "بدلاً من فئتين فقط، أفضل ما يسمى بالفئات الست التي طورها برنامج ييل للاتصالات المناخية."

• اختلفت الأنهار والجفاف واحد.. إليك ما حدث!
• التحمل الحراري.. خطر مناخي يهدد الوجود البشري!
  

الاستجابات النفسية الستة لتغير المناخ

تقول هايهو إنه للتواصل بشكل فعال مع الأشخاص الذين قد يكونون متشككين، من المهم أن نفهم أي من الفئات الست التي ينتمون إليها وذلك كما يلي:

منزعج: يعتقد هؤلاء الأشخاص أن تغير المناخ يحدث وأن النشاط البشري هو سبب ذلك. إنهم يدعمون العمل السياسي والاجتماعي القوي لمعالجة هذه المشكلة.

معنيون: إنهم يؤمنون بتغير المناخ الذي يقوده البشر ولكنهم يعتقدون أن العواقب تكمن في المستقبل البعيد. ولهذا السبب فإنهم يقللون من أهميتها كمسألة.

الحذر: هذه المجموعة لا تزال بحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن تغير المناخ. لديهم أسئلة حول وجود وسبب وعواقب تغير المناخ.

غير منخرطين: هذه المجموعة لا تعرف إلا القليل عن ظاهرة الاحتباس الحراري ولا تتعرض لهذه القضية في وسائل الإعلام.

أمر مشكوك فيه: لا تعتقد هذه المجموعة أن تغير المناخ يحدث أو أنه جزء من الدورة الطبيعية للأرض ولا يشكل خطرًا كبيرًا. تقول هايهو إن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون متشككين لأنهم سمعوا أن الحلول تشكل تهديدًا لهويتهم ورفاهيتهم وأيديولوجيتهم.

رافض: يعتقد معظم أفراد هذه المجموعة أن نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي مجرد خدعة. إنهم لا يرون أي تهديد من قضية لا يؤمنون بها.

التواصل بفعالية مع المتشككين في المناخ

تعتقد هايهو أن معظم الناس يقعون الآن ضمن المجموعات المذعورة والمهتمة، ويواجهون تحديات في إيصال الحاجة الملحة لمعالجة تغير المناخ إلى الأشخاص في المجموعات الأخرى، حتى عندما يكونون أصدقاء مقربين وعائلة.

نصيحة هايهو بشأن بدء مثل هذه المحادثات هي البدء بشيء مشترك والبناء عليه من هناك. وتقول إنه مع الأشخاص "الحذرين" كن مستعدًا لهم "للقيادة بشكوكهم" وإعداد إجابات جيدة لأسئلتهم. وتضيف هايهو أن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم "منكرون"، لكنهم منفتحون على نتائج العلوم الجادة.

وتؤكد هايهو أن المجموعة الأكثر تحديًا هي "الرافضون" الذين يشكلون حوالي 10% من السكان في الولايات المتحدة وأقل في البلدان الأخرى.

وتقول إنه من المحتمل أن يكون من المستحيل إقناع هذه المجموعة: "سوف يرفضون ما سيقوله 2000 عالم، وسيرفضون ما تقوله مليوني دراسة علمية. سوف يرفضون أي شيء وكل شيء يعتقدون أنه قد يشكل تهديدًا لهويتهم وأيديولوجيتهم.

وضع العلم أولا

بصفتها عالمة في الغلاف الجوي، تعتبر هايهو من أشد المؤيدين لوضع الأدلة في طليعة المحادثات حول تغير المناخ. حيث هناك قدر كبير من البيانات حول أنماط الطقس المتغيرة، لكن الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت في كثير من الأحيان تجربة حية وليست بيانات منفصلة.

"كيف يمكن لهذا أن يحدث؟" تقول هايهو "كيف يمكن أن نشهد ثلاثة أحداث فيضانات مدتها 500 عام في ثلاث سنوات؟ كيف يمكن أن نشهد أحداث حرائق الغابات شديدة للغاية لدرجة أن نصف قارة مغطاة بالدخان البرتقالي؟ كيف يمكننا أن نرى ليس واحدًا أو اثنين، بل ثمانية فيضانات قياسية حول العالم في نفس الأسبوع؟

إنها ظاهرة تشير إليها هايهو باسم "الغرابة العالمية" وأصبح الناس في كل مكان أكثر وعيًا بالأحداث الجوية غير العادية وغير الطبيعية وعواقبها المدمرة في كثير من الأحيان. وتدعم البيانات الصادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) هذه الملاحظات الخاصة بالغرابة العالمية وتقلص الفجوة بين الأحداث الجوية المتطرفة التي تم قياسها في السابق على مدى عقود أو حتى قرون

. واستنادًا إلى بيانات من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، تتضح أن الفجوة بين الأحداث الجوية التي تسبب أضرارًا تزيد قيمتها عن مليار دولار (معدلة وفقًا للتضخم). ففي الثمانينيات، كان متوسط الفجوة بين مثل هذه الأحداث في الولايات المتحدة 75 يومًا، وفي عشرينيات القرن العشرين أصبحت 18 يومًا.

بالنسبة لكثير من الناس، فإن حجم التحدي في معالجة تغير المناخ يقود إلى التساؤل عن الفرق الذي يمكن أن يحدثه الأفراد. تؤكد هايهو إن التحدث لإقناع الآخرين بإلحاح الأمر أمر بالغ الأهمية. "يمكننا أن نحدث فرقًا باستخدام أصواتنا للدعوة إلى التغيير أينما كنا. صوتنا هو أقوى قوة لدينا. هكذا تغير العالم من قبل، وهكذا يمكن للعالم أن يتغير مرة أخرى”.