ابتكارات مناخية.. أبقار ذكية تغزو أفريقيا قريبًا
نجحت تجارب العلماء في الوصول إلى أبقار ذكية مناخيًا ومعدلة وراثيًا تنتج ما يصل إلى 20 ضعف كمية الحليب المنتجة من السلالات المحلية.
وفقا للدراسة المنشورة في مجلة Animal Frontiers، والتي تحمل عنوان "تطوير أبقار الألبان المحسنة وراثيًا والمتكيفة مع المناطق الاستوائية"، توصل فريق من علماء الحيوان من جامعة إلينوي إلى اكتشاف سيغير قواعد اللعبة فيما يخص إنتاج الحليب من الأبقار.
تمكن الباحثون من دمج القدرة على إنتاج الحليب بغزارة لدى أبقار هولشتاين وجيرسي الأمريكية، مع القدرة على تحمل الحرارة والجفاف ومقاومة الأمراض لدى أبقار جير، وهي سلالة ماشية أصلية شائعة في البلدان الاستوائية.
جاءت النتائج مبهرة لأبعد حد، ونجحت الأبقار المعدلة وراثيًا في إنتاج الحليب بكميات مضاعفة، ما بين 10 إلى 20 مرة أكثر من الأبقار العادية.
الأبقار المعدلة وراثيًا
بدأ مات ويلر، قائد المشروع والأستاذ في قسم علوم الحيوان في كلية العلوم بجامعة إلينوي، تربية أول هذه الأبقار الذكية مناخيًا في الولايات المتحدة، ثم نقل الجيل الخامس من الأجنة مؤخرًا إلى تنزانيا، للتأكد من قدرتها على الإنتاج الغزير في دول الجنوب العالمي، الأكثر تأثرّا بتغير المناخ وآثاره على الأمن الغذائي.
قال ويلر: "أردنا تطوير قطيع يتمتع بحالة صحية عالية في الولايات المتحدة حتى نتمكن من تصدير جيناته إلى أي مكان في العالم.".
يخطط فريق ويلر لزرع 100 من أجنة الأبقار المعدلة الجديدة في موقعين تنزانيين في شهر مارس/آذار المقبل.
وفق البحث، ينتج عن خمسة أجيال من التهجين ماشية قادرة على إنتاج 10 لترات من الحليب يوميا على الأقل في مزارع تنزانيا ذات الإدارة النموذجية، متجاوزة متوسط إنتاج الماشية المحلية البالغ نصف لتر فقط.
ستلقح العجول الناتجة عبر الأجيال لضمان إنتاج ماشية اصطناعية نقية والتأكد من الحفاظ على الجينات التي تحتوي على خمسة أثمان من أبقار هولشتاين أو جيرسي، وثلاثة أثمان من أبقار جير.
قال ويلر: "الفكرة بأكملها هي الحفاظ على السمات الناتجة عن التهجين، والتي تتمثل في ارتباط مقاومة الأمراض والآفات مع إنتاج الحليب بحيث لا تنفصل هذه السمات أثناء التكاثر".
تابع: "سيكون هذا هو التحدي في البلدان النامية؛ وإلى أن نصل إلى الجيل الاصطناعي الخالص، سيكون هناك دائمًا إغراء التكاثر مع الثور في المستقبل، مما يؤدي إلى فقدان التأثير".
الثقافة المحلية مهمة
على الرغم من أن تطوير الأجنة استغرق سنوات من العمل الدقيق، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وحرص الفريق على استضافة أول دورة تدريبية عبر الإنترنت حول تكنولوجيا الإنجاب بمساعدة الأبقار، في الصيف الماضي، ضمت 12 مشاركًا من تنزانيا.
قال ويلر: "كان من المهم البدء بتدريب المجموعة الأولى من الأطباء البيطريين وطلاب الدراسات العليا لتبني هذه التقنية، كي لا يكون الأمر غريبًا عليهم عندما نصل إلى تنزانيا".
أضاف: "دعمت الحكومة التنزانية هذا التدريب، لذا سنواصل الاستثمار في هذا البرنامج التدريبي في المستقبل".
يهتم فريق ويلر، بإنجاز هذا الجهد بشكل صحيح، لذا حرص على أن تأخذ الخطة في الاعتبار الثقافة المحلية في تنزانيا.
لذا استشار الفريق معهد بحوث الثروة الحيوانية في تنزانيا، وعلى إثر ذلك، عدل استراتيجيته لتتوافق مع تفضيلات رعاة الماشية المحليين.
قال ويلر: "علمنا أن بعض الرعاة المحليين يفضلون بشدة الماشية الحمراء الأصغر حجمًا، لذا فإن أبقار هولشتاين- جير الهجينة التي صنعناها في البداية، وكانت كبيرة وسوداء، لن تكون الخيار الأفضل بالنسبة لهم، فبدأنا في صناعة أبقار جيرسي- جير الهجينة، لتحظى بقبول الرعاة التنزانيين".
في حين أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يمثل خطوة مهمة نحو زراعة حيوانية أكثر مرونة في مواجهة المناخ، وسوف ينتشر بكثرة في دول الجنوب العالمي، تحديدًا أفريقيا، خلال السنوات المقبلة.
يقول ويلر إن أولويته الحالية هي تعزيز الأمن الغذائي في الجنوب العالمي حيث تتضرر المجتمعات من تغير المناخ بشدة، مؤكدًا أنه يمكن استخدام نفس التكنولوجيا لحماية الماشية من تغير المناخ في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.
بعبارة أخرى، يمكن إدخال علم الوراثة الاستوائية في ماشيتنا ذات الإنتاجية العالية بالفعل لتتمكن من تحمل الحرارة والجفاف والمرض بشكل أفضل.
قال: "ستعمل هذه الماشية بشكل جيد للغاية في المكسيك والولايات المتحدة وكل مكان بالعالم. إنها أبقار المستقبل، وحان الوقت للبدء في تعميمها الآن".
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA=
جزيرة ام اند امز