الإمارات وفي مجالات كثيرة ارتقت خلال عام فقط أكثر من 9 آلاف درجة.
لماذا تحتفل الإمارات باليوم الوطني كل عام؟ هل لأنه ذكرى الحدث الأبرز الذي شكل علامة فارقة في تاريخ هذه الأرض الطيبة المعطاءة، أم لأن هذه الذكرى الغالية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بذلك «اليوم العظيم» الذي أعلن فيه الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات ولادة وطن وأمة، أم أن هناك أسباباً أخرى؟
يطيب لي كل عام، أن أتمعن في اليوم الوطني الإماراتي، وكيف يتغير الرقم من 46 عاماً إلى 47 عاماً، ولكني أقف للغوص في مفهوم هذا التغيير، إنه بالطبع ليس مجرد تغيير للأرقام، فبين 46 و47 ثمة عام كامل، 365 يوماً، شهدتُ وشهد الناس جميعاً في كل ساعة منها نقلة نوعية، ارتقت فيها الإمارات درجة، وبحسبة بسيطة فإن الإمارات وفي مجالات كثيرة ارتقت خلال عام فقط أكثر من 9 آلاف درجة.
الاحتفال باليوم الوطني.. إنما هو الاحتفال بالإنجازات التي تتحقق خلال عام، تُضاف إلى إنجازات تحققت خلال 46 عاماً، فيبدو الهرم المتصاعد كأنه يحاكي عنان السماء، الصدارة في مجالات حيوية وإنجازات سياسية وعلمية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وغيرها
سأطرح لكم مثالاً ينطبق على المجالات الأخرى، ففي العام الماضي وفي مثل هذا اليوم احتل جواز السفر الإماراتي المرتبة الأولى عربياً والمرتبة الـ22 عالمياً من حيث القوة، وفق التصنيف العالمي لعام 2017، الصادر عن مؤسسة «أرتون كابيتال».
في يوليو 2018 تقدم الجواز الإماراتي من 22 عالمياً إلى 13 عالمياً، وفي أكتوبر 2018 حصل على المرتبة الثامنة عالمياً، وقبل أيام، أي في نوفمبر 2018، تقدم إلى المرتبة الثالثة ونافس بشدة على المرتبة الثانية، حتى تربّع أمس (في الأول من ديسمبر) على المرتبة الأولى عالمياً، تخيلوا.. نحن نتحدث عن مجال واحد فرعي، مع أهميته القصوى، فهو يعكس جهود فريق الدبلوماسية الإماراتية المباركة، والتي جاءت لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظهم الله جميعاً.
الثاني من ديسمبر 2018 يُصادف مناسبة غالية عزيزة، إنه «عام زايد»، طيب الله ثراه، ويأتي الاحتفال باليوم الوطني 47 عرفاناً وتقديراً واحتفالاً بمئوية باني نهضة الإمارات، في مجالات التنمية كافة، سواء بتطوير البنية التشريعية، أو الارتقاء في تقارير التنافسية العالمية باحتلال الإمارات المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو المركز الــ17 على المستوى العالمي، أو حصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشرات كفاءة الإنفاق الحكومي وشراء الحكومة المنتجات التقنية.
أيضاً، حافظ الاقتصاد الوطني الإماراتي على نموه المتوازن خلال 2018، وعززت الإمارات ترتيبها على مؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي متصدرة 5 قطاعات، وتمكنت من إثبات حضورها العالمي في مجال التسامح بمواصلة جهودها لتعزيز التعايش ومحاربة التطرف والكراهية عبر منظومة مؤسساتية تتصدرها وزارة التسامح، كذلك دخلت الإمارات خلال عام 2018 عصر التصنيع الفضائي الكامل بعد نجاحها في إطلاق «خليفة سات»، الذي أشرف على صناعته وتطويره مهندسون إماراتيون بنسبة 100 في المئة، ليرتفع عدد الأقمار الصناعية التي تديرها الإمارات إلى 9 أقمار، باستثمارات تزيد على 22 مليار درهم، وأعلنت الإمارات للعالم خلال 2018 اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، كذلك أبرمت وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية تاريخية في أكتوبر الماضي مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، لتحديد أطر التعاون بين الجانبين.
الاحتفال باليوم الوطني.. إنما هو الاحتفال بالإنجازات التي تتحقق خلال عام، تضاف إلى إنجازات تحققت خلال 46 عاماً، فيبدو الهرم المتصاعد كأنه يحاكي عنان السماء، الصدارة في مجالات حيوية وإنجازات سياسية وعلمية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وغيرها، احتفال بكل جهد قُدّم خلال عام، وحافز وتشجيع لكل جهد سوف يقدم خلال العام المقبل.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة