يوم الأب 2025.. العالم يكرّم حامي العائلة وصانع الأمان

يتجدد سنويًا الاحتفال بـ"يوم الأب"، تلك المناسبة التي ترسخت في الوجدان الإنساني كوقفة رمزية لتكريم من يحمل على عاتقه مسؤولية الأسرة.
ففي كل عام، وتحديدًا في 15 يونيو/ حزيران، تعبر الأسر في أنحاء متفرقة من العالم عن امتنانها للرجل الذي لطالما شكل عمادها الأول، وركيزة الأمان الصلبة في وجه مصاعب الحياة، فيما تحتفل بعض الدول في 21 يونيو/ حزيران.
قصة يوم الأب.. من قلب أمريكا إلى العالم
تعود جذور هذا اليوم المؤثر إلى بدايات القرن العشرين، وتحديدًا عام 1909، عندما استلهمت الأمريكية سونورا لويس سمارت فكرته بعد حضورها موعظة دينية في يوم الأم.
دفعها مشهد الاحتفاء بالأمهات إلى تذكّر والدها، ويليام جاكسون سمارت، الذي تولى بمفرده تربية أبنائه الستة بعد وفاة زوجته عام 1898، ليكون نموذجًا نادرًا للأبوة الحانية المتفانية.
بحسّ عالٍ من المسؤولية والوفاء، تقدمت سونورا بعريضة تطالب بتخصيص يوم لتكريم الأب، وقد لاقت مبادرتها صدى واسعًا. وفعلاً، نظّمت مدينة سبوكين في ولاية واشنطن أول احتفال رسمي بـ"يوم الأب" في 19 يونيو/ حزيران 1910، وسرعان ما انتشرت هذه الفكرة في ولايات ودول أخرى، حتى غدت تقليدًا سنويًا يلقى إجماعًا شعبيًا ورسميًا في العديد من المجتمعات.
تواريخ متعددة.. ومشاعر واحدة
رغم أن تاريخ 21 يونيو/ حزيران هو الأشهر عالميًا، فإن بعض الدول اختارت تواريخ مختلفة تتناسب مع ثقافتها وتقويمها المحلي، إلا أن المشاعر تبقى واحدة: الشكر والتقدير للأب.
ففي بلدان مثل بلغاريا، كندا، فرنسا، المملكة المتحدة، الهند، اليابان، جنوب أفريقيا وغيرها، يُحتفل بيوم الأب في الأحد الثالث من يونيو/ حزيران.
أما السلفادور وغواتيمالا فتختارانه في 17 يونيو/ حزيران، بينما تحتفل نيكاراغوا، بولندا، أوغندا في 23 من الشهر ذاته.
كل تلك التواريخ تشير إلى أمر واحد: الأب، رغم اختلاف الثقافات واللغات، يُعد في كل مكان من هذا العالم رمزًا للعطاء اللامحدود، والصلابة الممزوجة بالحنان، والحكمة التي ترشد، واليد التي تمتد لتسند في لحظات الانكسار.
وفي ظل تسارع نمط الحياة وتغيّر الأولويات، تأتي هذه المناسبة لتذكّر الأجيال بأن وراء كل إنجاز صغير أو كبير، أبًا ساهم بطريقة أو بأخرى، قد لا تُرى لكنها تُحس.
ويحمل "يوم الأب" رسالة بليغة مفادها أن التقدير لا يجب أن يكون موسميًا، بل نمط حياة، وأن الأب يستحق أن يُحتفى به في كل يوم، بما في ذلك لمسة امتنان، أو مكالمة عابرة، أو حتى دعوة صادقة لمن غيّبهم الرحيل.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز