العيد الوطني للكويت.. 57 عاما على طريق الحرية والرخاء
تاريخ الإعلان عن استقلال دولة الكويت يعد من الأيام المهمة التي شكلت مرحلة جديدة في تاريخ البلاد المعاصر.
في 19 يونيو/حزيران عام 1961، نالت الكويت استقلالها عن المملكة المتحدة، ليصبح هذا اليوم عيداً وطنياً للبلاد.
وتعيش الكويت أجواء الاحتفال بعيدها الوطني الـ57، في ظل القيادة الحكيمة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ماضية في طريقها نحو الاستقرار والازدهار.
والمناسبة هنا في وقتنا الحالي تجمع أيضاً الاحتفال بالذكرى الـ27 للتحرير من الاحتلال العراقي، والذكرى الـ12 لتولي أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم.
ويعد تاريخ الإعلان عن استقلال دولة الكويت من الأيام المهمة التي شكلت مرحلة جديدة في تاريخ البلاد المعاصر، ترصد أبرز محطاته "العين الإخبارية" في السطور التالية.
الطريق إلى الاستقلال
كانت الكويت تحت قيادة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، عام 1961، والذي رأى أن معاهدة الحماية الموقعة بين الكويت وبريطانيا، عام 1899، لم تعد صالحة، فأخذ خطوات الطريق إلى الاستقلال.
ورأى الشيخ عبدالله السالم الصباح، الحاكم الـ11 للكويت، ضرورة إلغاء المعاهدة، حينها، من خلال توقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي، السير جورج ميدلتن، نيابة عن الحكومة البريطانية.
واستبدلت المعاهدة باتفاقية صداقة بين الحكومتين الكويتية والبريطانية.
وتسجل وكالة الأنباء الكويتية مشهد الاستقلال، لافتة إلى أنه عقب توقيع الوثيقة بين البلدين، وجه الشيخ عبدالله السالم الصباح كلمة للشعب الكويتي قال فيها: "شعبي العزيز.. إخواني وأولادي.. في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ، ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه، لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة".
وصدر مرسوم أميري في 26 أغسطس/آب عام 1961 يدعو لإجراء انتخابات عامة لمجلس تأسيسي يتولى عند تشكيله صياغة دستور للبلاد.
وعقد المجلس التأسيسي أولى جلساته في 20 يناير/كانون الثاني 1962، وأكد الشيخ عبدالله السالم الصباح في جلسة الافتتاح حينها، أن إعلان الاستقلال "كان فاتحة عهد جديد للكويت، التي ما عرفت منذ وجدت إلا الحرية والكرامة".
أول احتفال بالعيد الوطني
عن مشهد الاحتفال الأول باليوم الوطني للكويت، فحدث بعد مرور عام على ذكرى الاستقلال، أن أحيت الكويت تلك المناسبة العزيزة بعرض عسكري كبير في المطار القديم، الواقع بالقرب من دروازة البريعصي.
وخاطب الشيخ عبدالله السالم الصباح شعب الكويت، قائلاً: "إن دولة الكويت تستقبل الذكرى الأولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور، بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن، والعمل بروح وثابة بما يحقق لأبنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين".
وركز على مسيرة بلاده، قائلاً إن "دولة الكويت بهذه العزيمة وهذا المضي، تتابع سيرها دولة عربية مستقلة متعاونة متضامنة مع شقيقاتها العربيات في جامعة الدول العربية، محافظة على استقلالها، تحميه بالنفس والنفيس، مؤمنة بحق الشعوب في الحرية والاستقلال، محبة للسلام، ساعية إلى تدعيمه منتهجة سياسة عدم الانحياز، وساعية إلى توطيد روابط الصداقة ومتمسكة بميثاق الأمم المتحدة وشريعة حقوق الإنسان".
ولم ينس توجيه الشكر إلى العرب، قائلاً: "إني أعرب باسمي وباسم حكومة دولة الكويت وشعبها عن عظيم التقدير والامتنان للموقف المشرف الذي وقفته الدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة إلى جانب دولة الكويت".
تغيير موعد الاحتفال
وظل الاحتفال بالعيد الوطني للكويت يوم 19 يونيو/حزيران في كل عام، إلا أنه بتاريخ 18 مايو/آيار عام 1964، تقرر تغيير يوم الاحتفال؛ لأنه كان يحل في فصل الصيف شديد الحرارة.
وتسجل وكالة الأنباء الكويتية أنه تقرر دمج تاريخ الاستقلال مع يوم 25 فبراير/شباط، الذي يصادف جلوس الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر لدولة الكويت، والذي امتدت فترة حكمه من عام 1950 إلى 1965.
ومنذ ذلك التاريخ أصبحت دولة الكويت تحتفل بيوم 25 فبراير/شباط كل عام بالعيد الوطني.
مكان الاحتفال
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت الاحتفالات بالعيد الوطني تقام على امتداد شارع الخليج العربي.
وتنطلق الاحتفالات بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة، فكان المشهد يضم طلاب وطالبات المدارس، الذي يشاركون الفرق الشعبية في إحياء تلك المناسبة.
لكن في عام 1985 وبمناسبة مرور ربع القرن على استقلال الكويت، تم إعداد ساحة العلم بموقعها المميز والقريب من شاطئ البحر لإقامة احتفالات العيد الوطني.
وتم رفع أطول سارية لعلم الكويت في هذه الساحة، ولهذا سميت بساحة العلم.
وتقدر مساحة ساحة العلم بنحو 100 ألف متر مربع تقريباً، فيما يصل ارتفاع السارية لـ36 متراً تقريباً.