120 عاما على ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم
أم كلثوم كانت ابنة لإمام ومؤذن مسجد في قرية صغيرة بمصر, اكتشف والدها صوتها وهي بسن الثانية عشرة
في ٣١ ديسمبر/كانون الأول من عام ١٨٩٨ أي قبل 120 عاما ولدت شخصية استحوذت على قلوب الملايين لجمال صوتها وعمق إحساسها لتصبح بعد ذلك بسنوات من أبرز مطربي القرن الـ20، إنها فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد بلتاجي المعروفة بـ"أم كلثوم" أو كوكب الشرق.
بداياتها
كانت أم كلثوم ابنة لإمام ومؤذن مسجد في قرية صغيرة بمصر, اكتشف والدها صوتها وهي في سن الـ12 حين بهرته قوة نبرتها وأخذ بتدريبها واصطحابها لحفلات الزواج التي كان يعمل منشدا فيها بالقرية، وتدريجيا بدأت بالغناء معه فأضافت دخلا بسيطا للأسرة.
وبدأ صيت هذه الفتاة الصغيرة بالعلو تدريجيا حتى أصبحت هي الدخل الرئيسي لهذه الأسرة البسيطة.
وفي عام ١٩٢٢ انتقلت مع والدها إلى القاهرة حيث أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات مصرية حينها أجراً لها، وكانت هذه بداية مشوارها الفني.
حياتها الفنية
كانت قصيدة “وحقك أنت المنى والطلب" أول اسطوانة صدرت لكوكب الشرق في منتصف العشرينيات وبيع منها 18 ألف أسطوانة.
وفي عام ١٩٢٤ بدأت تصدر ألحانا خاصة لها عن طريق أحمد صبري وهو هاوٍ للموسيقى فكان أول ملحن لأم كلثوم لفترة من الزمن ولكن ألحانه اعتمدت على الزخارف الموسيقية بشكل مبالغ فيه مما دفعها لإلغاء التعاون معه مبكرا.
شهرتها
في عام ١٩٢٨ غنت كوكب الشرق أول مونولوج لها بعنوان "إن كنت أسامح وأنسى الآسية"، لتحقق الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق، وضج اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام الذي لحنت فيه أغنية "على عيني الهجر" لنفسها.
كما كانت أول من غنى بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام ١٩٣٤.
وفاتها
بدأت صحتها تسوء في عام ١٩٧١، وكانت أغنية ليلة حب آخر ما غنته عام ١٩٧٢، وفي ٢١ يناير/كانون الثاني ١٩٧٥ تعرضت لأزمة صحية شديدة، ورغم سوء حالتها رفضت الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج وكانت تقول: "لو ذهبت للمستشفى، سأموت هناك".
وفي ٢٢ يناير/كانون الثاني ١٩٧٥ تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرضها.
توفيت أم كلثوم الإثنين ٣ فبراير/شباط ١٩٧٥ بسبب قصور في وظائف القلب عن عمر يناهز 76 عاماً في القاهرة.
وكانت جنازتها مهيبة، وتعد من أكبر الجنازات في العالم إذ يقدر عدد المشيعين بين 2 إلى 4 ملايين شخص.
ما قيل في أم كلثوم
عندما توفيت أم كلثوم عام 1975، حظيت بإشادة عالمية، فكتبت فيرجينيا دانييلسون، الخبيرة في مجال الموسيقي، في مجلة هارفاد: "لو اجتمعت البراعة الفنية لمغنية الأوبرا جوان ساذرلاند أو مغنية الجاز إيلا فيتزجيرالد، والصورة العامة للناشطة السياسية والدبلوماسية إلينور روزفيلت، وشعبية إلفيس بريسلي، في شخص واحد، فهذا الشخص هو أم كلثوم".
وكتبت صحيفة الأورو الفرنسية أنها مثلت للعرب ما مثلته اديث بياف للفرنسيين إلا أن عدد معجبيها أضعاف عدد معجبي اديث بياف.
وكتب بيجل كاربيير في صحيفة "فيجارو" أنه ورغم أن الأوروبيين لم يفهموا الكلمات إلا أنها وصلت إلى روحهم مباشرة.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA=
جزيرة ام اند امز