انهيار سيلسيوس.. "الطبقة المتوسطة" تهرب من البنوك إلى المجهول
تواجه شركة "سيلسيوس" التي عملت طيلة 4 سنوات كـ"بنك ظل" للعديد من العملات المشفرة على مستوى العالم، ضغوطا مرتبطة بوجودها في السوق.
و"سيلسيوس" اليوم هي حديث منصات التشفير وتداول العملات المشفرة على مستوى العالم، إذ طالما كانت نموذجا ناجحا في الإدارة النقدية لمتداولي العملات المشفرة من الشرق إلى الغرب.
بدأت الشركة في عام 2018، حيث أقام أليكس ماشينكسي مأدبة عشاء في نيويورك لجذب "الحيتان" العاملين في لغة التشفير للعملات، وهم الذين يمكنهم تحريك الأسواق، للاستثمار في كيان ناشئ أنشأه باسم شبكة Celsius.
- النفط يتراجع بأكثر من 5 دولارات للبرميل في التعاملات المبكرة
- التضخم الأوروبي.. كواليس قفزة أسعار لم تُعرف منذ إطلاق العملة الموحدة
وبعد أربع سنوات من إطلاقه، يمر مشروع ماشينسكي بسقوط دراماتيكي على مدار الأيام التسعة الماضية، حيث أوقفت Celsius جميع مستخدميها الذين يقدر عددهم بنحو 500 ألف مستخدم من سحب أموالهم بسبب "ظروف السوق القاسية".
8 مليارات دولار "مجمدة"
ولم يتوقف الأمر عند منعهم من استخدام أموالهم، بل لا تتوافر أي معلومات عن موعد فك تجميد ما يصل إلى 8 مليارات دولار من الودائع.
وقال تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن تحديات سيلسيوس اليوم تعد نموذجا مصغرا لازدهار العملة المشفرة في حقبة الوباء والذي يبدو أنه يقترب من نهايته بعد 18 شهرا.
وينتظر عالم العملات المشفرة بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كانت "سيلسيوس" ستسعى إلى إعادة هيكلة الأصول وإلغاء تجميدها في النهاية، أو إعلان الإفلاس وترك المودعين الخسائر وحدهم.
حتى المراقبون المقربون يقولون إنهم لا يعرفون الحل المحتمل، لأنه مع وجود رقابة فيدرالية قليلة على العملات المشفرة وعدم وجود شرط لإعداد تقارير شفافة، فإن المعلومات حول الشركة الخاصة غير المنظمة نادرة.
الرقابة الفيدرالية
وفي غياب الإجراءات الفيدرالية، تدخل المنظمون من خمس ولايات على الأقل لفحص عمليات سيلسيوس؛ إذ بدأ مسؤولو الأوراق المالية من تكساس ونيوجيرسي وألاباما وكنتاكي وواشنطن، الأسبوع الماضي العمل مع محامي سيلسيوس، الذين قيل إنهم يتعاونون، لتحديد كيفية إدارة الشركة لأعمالها وأين قد تكون أموالها.
لم تسمح ألاباما ونيوجيرسي لشركة Celsius بتلقي الودائع في تلك الولايات منذ الخريف الماضي، واصفة حساباتها التي تحمل فائدة بأنها أوراق مالية غير مسجلة.
والأحد الماضي، أصدرت الشركة منشورا جاء فيه جزئيا: "نريد من مجتمعنا أن يعرف أن هدفنا ما يزال يكمن في استقرار السيولة والعمليات لدينا.. ستستغرق هذه العملية بعض الوقت".
كما هو الحال مع العديد من شركات التشفير في الأشهر الأخيرة، فإن قصة سيلسيوس هي قصة الصعود من تحت الأنقاض قبل هبوط حاد محتمل.
كارثة الطبقة المتوسطة
أليكس مانشيسكي، كتب مرة مقالة في عام 2021 قال فيها إن شريحة واسعة من المودعين في بنك الظل الذي يملكه، هم من الأفراد متوسطي الدخل، لأنهم وفق وجهة نظره يتأثرون بوقوفه إلى جانبهم.
وكتب على قميصه الذي يحمل توقيعه، "البنوك ليست أصدقاءك"، وكان صدى الرسالة الشعبوية كبيرا لدى الأفراد الحانقين على البنوك، وحينها بدأت أموال المودعين تتدفق بالمليارات.
وتنقل واشنطن بوست عن جوزيف، وهو أب لطفلين، إن جلسات الأسئلة والأجوبة التي أجراها ماشينسكي عبر الإنترنت هي التي ساعدت في إقناعه بوضع غالبية مقتنياته من العملات المشفرة في سيلسيوس.
وأنهى رمز CEL، الذي كانت قيمته 42 سنتا فقط في أغسطس 2020، العام بأكثر من 5.50 دولارات، وارتفع بمبلغ 2 دولار إضافي بحلول مايو 2021؛ بينما يبلغ سعرها في التعاملات الصباحية الأربعاء 1.3 دولار خاسرة 33% مقارنة مع إغلاق أمس الثلاثاء.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز