عسكرة آسيا الوسطى.. جغرافيا جديدة للصراع الروسي الأمريكي
فيما لا يزال السؤال بشأن ما إذا كانت الأزمة في أوكرانيا شبحا فارا من زمن الحرب الباردة أم دليلا على انبعاثها مجددا، يتوسع الصراع الجيوسياسي إلى مواقع أخرى على الخريطة الدولية.
وغير بعيد عن دوي المدافع في أوكرانيا تتأهب روسيا إلى تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية في آسيا الوسطى، بعد أن بدأ التقدم الأمريكي في حديقتها الخلفية يزعج موسكو.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله، اليوم الجمعة، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية في آسيا الوسطى، لمواجهة ما قال إنها جهود أمريكية لتعزيز حضورها في المنطقة.
وتملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويجو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون المقام في الهند.
وقال شويجو "تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى".
وأضاف أن واشنطن تسعى إلى إلحاق الهزيمة بروسيا استراتيجيا في أوكرانيا وتهديد الصين.
ضيف بمنطقة نفوذ
بعد يومين فقط من حلول الذكرى الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي حل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضيفا على الجمهوريات السوفياتية السابقة بآسيا الوسطى، منطقة النفوذ التاريخي لموسكو.
وبحسب ما أعلن حينها كانت رحلة بلينكن تستهدف تهدئة مخاوف دول آسيا الوسطى من أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لن تحد من حجم التعاون الأمريكي في المنطقة، رغم النفوذ التاريخي لروسيا فيها.
ويرى دبلوماسيون وخبراء أن "قادة آسيا الوسطى يجدون أنفسهم في وضع صعب بسبب الاتفاقات الأمنية مع موسكو، والنفوذ الأمني والاقتصادي الكبير لروسيا".
وفي تقدير سابق قالت جينيفر بريك مورتازاشفيلي، الخبيرة بشؤون المنطقة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وجامعة بيتسبرغ: "هناك رغبة حقيقية بين قادة هذه الدول في الابتعاد عن روسيا".
وأعربت عن اعتقادها أن قادة دول آسيا الوسطى يدركون أن "روسيا تمثّل تهديدا لهم"، لكن بسبب الجغرافيا لا يمكنهم فعل الكثير حيال ذلك، ووضعهم الاقتصادي لا يترك لهم خيارات كثيرة.
ومنذ أن أدّت أوزبكستان دورا كبيرا في دعم الجيش الأمريكي في حربه في أفغانستان التي أنهاها الرئيس جو بايدن في عام 2021، والولايات المتحدة تضع تلك الدول نصب عينيها.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز