البنوك المركزية تشتري أضخم كمية ذهب منذ 47 عاما
عام 2018 شهد مشتريات قياسية من الذهب وصلت إلى 651.5 طن عند أعلى مستوى منذ "صدمة نيكسون" مسجلة ثاني أضخم كمية سنوية في التاريخ.
قفزت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب إلى 651.5 طن في عام 2018 بزيادة 74% مقارنة بعام 2017، عند أعلى مستوى منذ عام 1971 الذي شهد ما عرف بـ"صدمة نيكسون" عندما قرر رئيس الولايات المتحدة آنذاك ريتشارد نيكسون إلغاء التحويل الدولي المباشر من الدولار الأمريكي إلى الذهب ضمن سلسلة من التدابير الاقتصادية.
وبحسب تقرير لمجلس الذهب العالمي، تحوز البنوك المركزية حاليا 34 ألف طن من الذهب، ويعد صافي مشترياتها في 2018 هو ثاني أعلى رقم سنوي تحقق في التاريخ.
- إنفوجراف.. قائمة أكثر 10 بنوك مركزية تمتلك احتياطي ذهب في العالم
- الملاذ الآمن.. قرارات ترامب تزيد من بريق الذهب في أعين المستثمرين
وبحسب المجلس، فإن تزايد عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي طوال العام الماضي، دفع البنوك المركزية بشكل متزايد إلى تنويع احتياطياتها وإعادة تركيز اهتمامها على الهدف الرئيسي المتمثل في الاستثمار بالأصول الآمنة والسائلة.
وكان استطلاع حديث أجراه مجلس الذهب العالمي قد كشف أن 76% من البنوك المركزية تعول على الذهب باعتباره ملاذا آمنا ذا أهمية كبيرة، وأكدت 5 بنوك نواياها زيادة مشتريات الذهب على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.
وقال المجلس إن حجم الطلب تركز في عدد قليل من البنوك المركزية، على رأسها روسيا التي تعمل على خفض احتياطياتها من الدولار، حيث اشترت 274.3 طن في عام 2018، بتمويل من بيع معظم محفظتها من سندات الخزينة الأمريكية.
وهذا هو أعلى مستوى من مشتريات الذهب السنوية الصافية للمركزي الروسي، الذي سجل 4 أعوام متتالية من شراء كميات لا تقل عن 200 طن ذهب.
وقفزت احتياطيات روسيا من الذهب على مدى 13 سنة متتالية بمقدار 1726 طن إلى 2113 طن بحلول عام 2018.
كذلك، ارتفعت احتياطيات كازاخستان من الذهب بمقدار 50.6 طن في 2018 إلى 350.4 طن في زيادة للسنة الثامنة على التوالي.
وبعد هدوء دام منذ أكتوبر 2016، أعلنت الصين أن احتياطياتها من الذهب زادت بنحو 10 أطنان في ديسمبر 2018 إلى 1852 طن، ليستحوذ المعدن الثمين على 2.4% من إجمالي احتياطيات البنك المركزي في نهاية العام، ارتفاعًا من 2.3% في نهاية عام 2017.
ورغم ارتفاع مشتريات روسيا وكازاخستان من الذهب في 2018، إلا أن حصتها من الاحتياطيات العالمية انخفضت مقارنة بـ2017، في ظل إقبال بنوك مركزية أخرى على الشراء النهم خاصة من أوروبا، حيث بزغت المجر كواحدة من أكبر مشتري المعدن الثمين خلال العام الماضي، وضاعف بنكها المركزي من احتياطياته الذهبية 10 مرات إلى 31.5 طن عند أعلى مستوى منذ نحو 30 عاما.
وعلى النهج نفسه، قفزت مشتريات البنك المركزي البولندي من الذهب بنحو 25.7 طن خلال عام 2018 بزيادة أكثر من 25% مقارنة بعام 2017.
وفي آسيا، كانت الهند ضمن الدول التي قادت الطلب على الذهب، حيث ارتفعت احتياطياتها بمقدار 40.5 طن، بأعلى معدل نمو سنوي منذ شراء 200 طن من صندوق النقد الدولي في 2009.
كما أعلنت منغوليا أنها اشترت 22 طناً من الذهب في عام 2018، بزيادة نسبتها 10% على مشتريات 2017، وكان أحد دوافع هذا النمو حملة دشنتها البلاد ودامت 5 أشهر لتشجيع المناجم والأفراد على بيع الذهب إلى البنك المركزي.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن البنك المركزي العراقي أنه استفاد من انخفاض أسعار الذهب لشراء 6.5 طن، ومثلت هذه أول زيادة سنوية منذ عام 2014، وقفزت احتياطيات البنك من المعدن الأصفر إلى 96.3 طن مستحوذة على 6.7% من إجمالي الاحتياطيات.
وفي أذربيجان، ارتفعت احتياطيات صندوق النفط الحكومي (SOFAZ) بمقدار 14.3 طن بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2018، أي بزيادة تقارب 50% مقارنة بنهاية عام 2017، ومثّل هذا تغيرا ملحوظا في سياسات الصندوق الذي يمثل الذهب حاليا 4.3% من احتياطياته بينما يخطط لزيادة تلك النسبة إلى 10%.
وعلى النقيض، سجلت بنوك مركزية أخرى صافي مبيعات من الذهب، على رأسها أستراليا التي باعت 4.1 طن، وألمانيا بـ3.9 طن، وسريلانكا بـ2.4 طن، وإندونيسيا بـ2 طن، وأوكرانيا بـ1.2 طن.
وفي الإجمالي، بلغ صافي مبيعات الذهب 15.3طن وهو رقم ضئيل للغاية.