قصة «ديزموند ليم».. رائد أعمال لا يؤمن بالتوازن بين الحياة والعمل
كثيرا ما يقال إنه "لا يوجد شيء اسمه توازن بين الحياة والعمل" في ريادة الأعمال، لكن ديزموند ليم، مؤسس شركة ناشئة، يخالف ذلك الرأي.
وفي حوار له مع شبكة "سي إن بي سي"، يقول الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Workstream، وهي منصة متخصصة في الموارد البشرية والرواتب والتوظيف للعاملين بالساعة، إن التوازن بين الحياة والعمل ليس ممكناً فحسب، بل ضرورياً أيضاً.
وأوضح ليم، الذي يعمل نحو 11 ساعة يومياً في المتوسط، أنه رغم طول ساعات العمل ينجح في تخصيص وقت للأسرة وممارسة الرياضة يومياً، مؤكداً أن إدارة شركة قد تكون مرهقة للغاية.
ولا تقتصر صعوبة العمل على طول ساعاته فحسب، بل تمتد إلى الإرهاق الذهني والعاطفي. وقال ليم: "التقلبات العاطفية دائماً ما تكون شديدة، فالأفراح عظيمة، والأحزان مؤلمة".
وأضاف: "في كل عام، أعتقد أن الشركة قد تنهار، ثم أذكّر نفسي أنك ما زلت على قيد الحياة وبصحة جيدة، وكل شيء على ما يُرام. المشكلة أنك لا تتوقف عن التفكير في العمل، بل حتى تحلم به".
ولهذا السبب يرى ليم أن من الضروري لرواد الأعمال حماية صحتهم وطاقتهم. أما استراتيجيته لتحقيق ذلك فهي الالتزام بجدول يومي ثابت يتناسب مع جسده وعقله.
وقال الرجل البالغ من العمر 39 عاماً: "نصيحتي هي أن يجد كل شخص إيقاعه الخاص".
ويتبع ليم ما يُسميه "الجدول الزمني المزدوج"، وهو مفهوم مستوحى من مقال لبول غراهام، المؤسس المشارك لشركة Y Combinator، حيث يُميز المقال بين نوعين من إدارة الوقت:
جدول المدير: حافل بالاجتماعات المتواصلة.
جدول المُصنّع: مخصص للمبدعين مثل المبرمجين والكتّاب الذين يحتاجون فترات طويلة من التركيز والإنتاج.
ويقول ليم: "أفضل المزج بين الجدولين؛ أُجري مكالمات، ثم أعمل بتركيز، وأكرر ذلك على مدار اليوم". فهو لا يلتزم بنمط واحد، بل يتبع إيقاعه الخاص الذي يجمع بين التخطيط والانغماس في العمل الإبداعي.
كما يحرص ليم على إغلاق هاتف العمل ووضعه في خزانة خلال عطلات نهاية الأسبوع، ليتفرغ تماماً لقضاء الوقت مع أسرته.
وإلى جانب ذلك، يمنح أولوية لشغفه بالرياضة، إذ يدمجها في جدول يومي منتظم. يقول ليم: "أنصح المؤسسين والقادة بأن يختاروا شغفاً واحداً لا علاقة له بالعمل. بالنسبة لي، الرياضة هي شغفي. أمارس كرة السلة والسباحة بانتظام، وأؤمن أن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية كان مفيداً جداً لي".
نشأ ليم محباً لكرة السلة منذ السابعة من عمره، وأصبح قائداً لفرق مدرسته في المراحل الإعدادية والجامعية، بل لعب بشكل احترافي مع منتخب سنغافورة الوطني للشباب.
واليوم، يبدأ كل صباح بممارسة الرياضة لمدة تتراوح بين 75 و90 دقيقة -سواء في الجيم أو بممارسة كرة السلة- وغالباً بصحبة صديق.
ويختم قائلاً: "أؤمن بأهمية الحركة المستمرة، خاصةً مع التقدم في العمر. أحرص على إنجاز المهام غير القابلة للتفاوض في الصباح الباكر، وأبدأ دوماً بالرياضة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE5IA== جزيرة ام اند امز