بيئة العمل غير آمنة.. أزمة للموظفين والرؤساء التنفيذيين في أمريكا
في استطلاع أجرته شركة Businessolver مؤخراً، قال 52% من الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة، إن ثقافة مكان عملهم غير صحية.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر"، اعترف الموظفون المشاركون في الاستطلاع بكرههم لثقافة العمل التي عايشوها في شركاتهم السابقة، وأشار الموقع إلى أن النسبة التي أيدت هذا الرأي تعكس زيادة بنسبة 10% عما كان عليه عدد الموظفين الكارهين لبيئة عملهم في أمريكا لعام 2023 الماضي.
وذكر "إنسايدر" أن الدراسة كشفت أيضاً على وجه الخصوص أن ما يقرب من واحد بين كل ثلاثة موظف قالوا إنه كان هناك بيئة عمل ضارة في مكان عملهم هذا العام.
وتعتبر النتائج المتعلقة بفساد بيئة العمل في عدد من الشركات الأمريكية، مهمة لأن الأشخاص الذين يقولون إن بيئة عملهم كانت سامة بهذا الشكل، هم أكثر عرضة بنسبة 47% لإبلاغهم عن معاناتهم مع مرور الوقت من مشاكل الصحة العقلية، وفقا لشركة Businessolver، المشرفة على الاستطلاع التي تتخصص في تطوير التكنولوجيا لإدارة مزايا الموظفين.
وقالت راي شاناهان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في Businessolver، لموقع "بيزنس إنسايدر"، إنه في كثير من الحالات، يقلل رؤساء الشركات من تأثير المديرين على فرقهم.
وأوضحت أن السمية داخل منظومة العمل في غالبية الأحيان، تتعلق بالخوف من إبداء الآراء، وأن التحركات لتقليل هذه المشاعر يجب أن تبدأ من الأعلى.
وقالت شاناهان "لا يستطيع الرئيس التنفيذي إصلاح الأمر، لكن الرئيس التنفيذي يمكنه بالتأكيد أن يمهد الطريق".
وكشف الاستطلاع عن أن ما نسبته 65% من الموظفين من المنتمين للجيل Z، مواليد عام 2010 وما بعدها، أبلغوا عن تعرضهم لمشكلة تتعلق بالصحة العقلية نتيجة بيئة عملهم غير الصحية، في حين أن 38% فقط من جيل الطفرة السكانية، مواليد فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها ممن يزيد أعمارهم على الـ70 عاماً، فعلوا الشيء نفسه، مما يعكس ارتفاعا كبيرا في نسب التعرض للمشكلات بالصحة العقلية ما بين الأجيال.
المديرون التنفيذيون يعانون أيضاً
ووجد استطلاع شركة Businessolver أن العديد من الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات يعانون تحديات الصحة العقلية الخاصة أيضاً بسبب بيئة العمل السامة، وأفاد 55% منهم بأنهم عانوا من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية في العام الماضي، بزيادة قدرها 24% عن النتائج الأخيرة للاستطلاع نفسه التي ظهرت في 2023.
من بين جميع المشاركين في الاستطلاع، كان غالبية الرؤساء التنفيذيين على الأرجح متفقين على أن الشركات تعتبر الشخص الذي يواجه تحديا في الصحة العقلية "ضعيفا" أو "عبئا".
واتفق نحو ثمانية من كل 10 رؤساء تنفيذيين أن وجهة النظر هذه تتبعها معظم الشركات، في حين قال 72% من المتخصصين في الموارد البشرية ونحو ثلثي العاملين التقليديين الشيء نفسه.
وقالت شاناهان إنه من الممكن أن يعتقد بعض الرؤساء التنفيذيين أن إظهار التعاطف يجعلهم يبدون ضعفاء، وأنهم لا يستطيعون تلبية احتياجات المساهمين ودفع الأعمال بينما يحاولون أيضا تعزيز بيئة أكثر إيجابية في الشركة، وهي ضغوطات تؤول بهم في النهاية لمشكلات بالصحة العقلية.
وأوضحت أنه "في بعض الأحيان يشعر الناس بأنك كرئيس شركة إذا تحدثت عن التعاطف، أنك لطيف ولا يمكنك محاسبة الناس".
وشارك في الاستطلاع نحو 3100 موظف في الولايات المتحدة، منهم نحو 400 من الرؤساء التنفيذيين، واستمر العمل على الاستطلاع في الفترة من منتصف فبراير/شباط إلى أوائل مارس/آذار 2024.
كيفية معالجة المشكلة
وقالت شاناهان إن أحد الأساليب التي قد تساعد الشركات على توصيل ثقافتها بشكل أفضل للعاملين هو معاملة العمال والاهتمام بهم مثل العملاء.
وقالت إنه يمكن نشر فرق تجربة المستخدم التي تصمم المنتجات والخدمات لمعرفة المزيد حول كيفية تصرف المؤسسة تجاه موظفيها.
وقد يتضمن ذلك التعمق في ما يحدث، على سبيل المثال، عندما ينضم أحد الموظفين إلى الشركة، يجب التعرف على ما هي أنواع التواصل التي يفضلونها، وما إن كانوا يتلقون رسائل متضاربة من الإدارة.
كما يمكن أن يشمل الإصلاح النظر فيما يقول العمال إنه سيساعد صحتهم العقلية، حيث ذكر نحو تسعة من كل 10 موظفين أن التدابير مثل ساعات العمل المرنة، وسياسات الباب المفتوح، وتشجيع الوقت بعيدا عن العمل، هي أساليب مهمة للمساعدة في تعزيز صحتهم العقلية.
aXA6IDE4LjExOS4xMjAuNTkg جزيرة ام اند امز