"تشاباك".. دراما واقعية تجسد حياة ضحايا الحمض الأسيدي
"تشاباك" بالهندية تعني الصوت الناتج عن احتراق الجلد عقب ملامسة الحمض الأسيدي للوجه، واقترح اسم الفيلم بطلته ديبيكا بودكون
عانت الهند قبل سنوات من جرائم الاعتداء بالحمض الأسيدي، إذا وصل عدد ضحاياها عام 2014 إلى 210 حالات، وجاء فيلم "تشاباك" ليبرز خطورة تلك الظاهرة، ومعاناة الضحايا اللاتي تعرضن لتلك الجريمة، وكيف تصبح حياتهن صعبة، سواء من نظرة المجتمع، أو تحطم أبسط أحلامهن في الحصول على وظيفة أو شريك حياة.
"تشاباك" بالهندية تعني الصوت الناتج عن احتراق الجلد عقب ملامسة الحمض الأسيدي للوجه، وجاء اختيار اسم الفيلم بعد اقتراح من بطلة العمل ديبيكا بودكون.
الفيلم مدته 130 دقيقة، وتم طرحه 10 يناير/كانون الثاني، وتدور أحداثه حول قصة كفاح ومحاولات لاكشمي أجروال، إحدى الناجيات من هجوم الحمض الأسيدي عام 2004، للحصول على وظيفة رغم وجهها المشوه، وعن طريق اقتراح إحدى الإعلاميات، تجد لاكشمي وظيفتها في مؤسسة رعاية حالات تشبه حالتها.
وخلال زيارتها لإحدى الحالات؛ تبدأ لاكشمي في تذكر قصتها منذ تعرضها للحادث، بسبب رفضها لحب أحد جيرانها وقيامه بالانتقام منها، مروراً بتجربتها مع القضاء لمنع تداول الحمض الأسيدي، وعملها لفترة كإعلامية مناضلة من أجل حقوق ضحايا الحمض الأسيدي، وصولا بمساعدتها لحالات مشابهة عن طريق المؤسسة المملوكة لزوجها ألوك ديكسيت.
واستخدمت مخرجة الفيلم ميجنا جولزار المدرسة الواقعية في الطرح، وكانت أهم أدواتها المؤثرات الصوتية الناتجة عن صرخات أو صوت الحمض الأسيدي، وكذلك هتافات المتعاطفين.
كما استعانت "جولزار" بحالات حقيقية في بعض مشاهد الفيلم، لتكون أكثر واقعية وصادمة للمجتمع الذي يخشى التعامل مع ضحايا الحمض الأسيدي، سواء من خلال حياة شخصية أو وظائف.
وكان أبرز المشاهد مشهد فزع أحد الأطفال عقب رؤيته لوجه لاكشمي، وكذلك مشهد المحكمة وتغطية ديبيكا أو لاكشمي وجهها خوفاً من ردود الفعل، وأخيراً مشهد التشابك بالأيدي بين شقيقها وأصدقائه بعدما وصفوها بالشبح.
وتعتبر الموسيقى التصويرية للفيلم والمصاحبة لأغنيته التي تحمل نفس الاسم "تشاباك" وغناها أرجيت سينج، أبرز العوامل التي زادت من تعاطف الجمهور، ووصلت بهم إلى حد البكاء داخل قاعات العرض.
وبدت الإضاءة رغم أحداث الفيلم الحزينة مختلفة، فقد اعتمدت المخرجة على أن تكون معظم المشاهد نهاراً، حتى مشاهد الليل كانت وسط الكثير من الإضاءة والألوان، وذلك لإبراز روح التحدي لضحايا الحمض الأسيدي وتمسكهم بالتفاؤل من أجل الحياة.
صرخة لاكشمي التي استمرت على الشاشة ما يقرب من دقيقتين بالتصوير البطيء، لخصت كل معاناة الفتيات اللاتي تغيرت حياتهن، وكم الألم والمعاناة الناتجة عن هذا الفعل، وقد تكررت الصرخة عند أول نظرة لانعكاسها في المرآة بعد الواقعة.
أما عن فيكرانت ماسي، الذي قدم دور شريك حياة لاكشمي، فقد ظهر في دور متزن كما هي الشخصية الحقيقية، حتى في المشاهد الرومانسية المبطنة بينه وبين لاكشمي، وكانت تجربته في البطولة لأول مرة بشكل عام بداية موفقة.
الفيلم حصد خلال يومين من عرضه 250 مليون روبية، في افتتاحية جيدة لديبيكا وأول أفلامها كمنتجة وبطولة مطلقة، أما عن آراء النقاد؛ فقد اجتمع كل من فريدون شهريار، ورازا نوري، على أن الفيلم سينافس على جائزة عالمية، وكان تقييمهما 4.5 من 5 نجمات.
المديح لم يتوقف عند الكُتاب، بل جاءت العديد من الإشادات من أسماء كبيرة في عالم بوليوود، مثل المخرج والمنتج كاران جوهار، الذي تحدث عن ديبيكا قائلاً: "أضحكتني وأبكتني"، فيما علق المخرج روهيت شيتي قائلاً: "تلك هي الأفلام التي نفتخر بوجودها في بوليوود".