بحضور ماكرون.. تشاد تشيع "ماريشالها"
على منصة شاحنة صغيرة وصل إلى ساحة الأمة بالعاصمة التشادية نجامينا نعش الرئيس الراحل إدريس ديبي ملفوفا بالعلم ومحاطا بالحرس الرئاسي.
وتشيع تشاد، اليوم الجمعة، رئيسها الذي لقبه الجيش في إعلان مقتله قبل أيام بـ"الماريشال"، بحضور العديد من رؤساء الدول بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى فور وصوله نجله رئيس المجلس العسكري الحاكم حاليا.
وتوفي ديبي متأثرا بإصابته على جبهات القتال بمواجهة المتمردين شمال غربي البلاد، وفق ما أعلن الجيش ولاحقا الرئاسة التشاديين الاثنين، ليخلفه نجله محمد إدريس (37 عاما) والذي يترأس مجلسا عسكريا مؤلفا من 15 جنرالا.
مراسم التشييع
رؤساء نحو 12 دولة وصلوا نجامينا الجمعة، بينهم قادة الدول الأربع الأخرى في مجموعة الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا) ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كما أكد الكونغولي فيليكس تشيسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي حضوره.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيعتبر رئيس الدولة الغربي الوحيد الذي يحضر التشييع، حيث وصل مساء الخميس إلى العاصمة التشادية والتقى على الفور نجل الرئيس الراحل.
مجيء "مبكر" كما تنتقد المعارضة التشادية التي تقول إن فرنسا التي أنقذت نظام الرئيس الراحل عسكريا في أكثر من مرة ودعمته منذ وصوله للحكم في 1990، باقية على دعمها لخليفته.
ووفق إعلام فرنسي رسمي، هبطت طائرة ماكرون على مدرج القاعدة العسكرية التي تضم مقر قيادة القوة الفرنسية في نجامينا، ورافقته آليات مدرعة من عملية "برخان" (عسكرية فرنسية في الساحل) ماكرون إلى السفارة الفرنسية.
وقبل بدء الجنازة صباح الجمعة، التقى ماكرون ورؤساء مجموعة الساحل الأربع الأخرى نجل ديبي "لمشاورات حول العملية الانتقالية الجارية"، وفق الرئاسة الفرنسية لـ"فرانس برس".
وبعد التكريم العسكري والخطب، تتلى الصلاة في المسجد الكبير في نجامينا ثم ينقل جثمان الرئيس الراحل بالطائرة إلى أمجراس على تبعد أكثر من ألف كيلومتر من نجامينا، لدفنه قرب والده في القرية الصغيرة المجاورة لمسقط رأسه بيردوبا عاصمة إقليم إنيدي الشرقي (شمال شرق) على الحدود السودانية.
وبالتوازي مع انطلاق مراسم التشييع، قال الإليزيه إن فرنسا ودول الساحل الخمس أعربت عن "دعمها المشترك للعملية الانتقالية المدنية العسكرية" لنجل الرئيس.
وأوضحت، نقلا عن مصدر في الإليزيه، أنه قبل بدء الجنازة الوطنية زار ماكرون ونظراؤه النيجيري والبوركيني والمالي والموريتاني نجل ديبي وعبروا له عن "وحدة رؤيتهم".
وأضاف أن مجموعة الساحل "تقف إلى جانب تشاد وتعرب عن دعمها المشترك لعملية الانتقال المدني العسكري من اجل استقرار المنطقة".
تشاد وجواره
يتفق محللون على أن مقتل ديبي وجه ضربة قاصمة لجهود مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة داخليا باقتحام المتمردين للعاصمة، أو إقليميا على مستوى ضبط الحدود مع دول الجوار ليبيا والنيجر والسودان.
وعقب مقتل ديبي، أعربت فرنسا في عدة مناسبات عن قلقها بشأن "استقرار تشاد ووحدة أراضيها".
ويمثل حضور رؤساء الدول تحديا أمنيا كبيرا للنظام الانتقالي الجديد في تشاد والذي يواجه متمردين وعدوا بالزحف إلى نجامينا ويرفضون الانتقال العسكري.
كما يمكن أن يأتي التهديد من داخل النظام لأن تولي الشاب محمد إدريس ديبي السلطة مفاجئ للبعض، علاوة على وجود شخصيات كانت تطمح للصعود إلى السلطة من داخل عشيرة ديبي، ما قد يضع نجله بمواجهات خفية أو علنية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز